سنة إحدى وثمانين ومائة ، وكتبت عن خالد الطّحّان ، وهشيم ـ بواسط ـ وكتبت أيضا عن هشيم ببغداد في مسجد بنى جدار ، ومن حمّاد بن يزيد ، وسعيد بن زيد. وأول من كتبت عنه حمّاد بن سلمة ، ووهيب بن خلد ، وحزم بن أبي حزم ، ومحمّد ابن فضيل ، ويحيى بن آدم ، ووكيع بن الجرّاح ، وأبو أسامة ، وأبو بكر بن عياش. وسفيان بن عيينة ، ويحيى بن سليم ، وشعيب بن إسحاق الدمشقي ، كتبت عنه كتابا كثيرا ، وكتبت عن محمّد بن إسحاق ولكن لم أكتب عن المغازي ، وأول شيء كتبت عن محمّد بن إسحاق كتبت عنه بالكوفة. ثم تبعته إلى المدينة ، ثم قدم إلى بغداد فكتبت عنه ، ومات ببغداد ودفن في مقابر الخيزران ، وكان محمّد بن إسحاق مع المهدى. وكتبت عن عبد الوهّاب بن عبد المجيد بحذاء مسجد الجامع بالبصرة ، وشعيب بن حرب ، وأبو حفص العبدى ، وجعل يقول : لقد كتبت عن هؤلاء المشايخ وأعرف مواضعهم بالبصرة ، وبمكة والمدينة ، موضعا موضعا.
قال ابن مخلد وسمعت من هذا الشيخ في صفر سنة سبعين ومائتين ، وكان هذا الشيخ كبير الرأس ، عظيم الخلق ، وجهه مدور ، أبيض اللحية فيها شعرات سود ، وكان كبيرا.
قلت : كذب هذا الشيخ ظاهر يغنى عن تعليل روايته بجواز دخول السهو عليه ، وإلحاق الوهم به ، وذلك أن محمّد بن إسحاق كانت وفاته في سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة ، وقد قيل أيضا توفى قبل ذلك ، فكيف يكتب عنه هذا الشيخ ومولده على ما ذكر سنة إحدى وخمسين! وأعجب من هذا ادعاؤه سماعه منه بالكوفة ، ثم بالمدينة ، وإنما قدم ابن إسحاق الكوفة في حياة الأعمش ، وذلك قبل مولد هذا الشيخ بسنين كثيرة ، وفي بعض ما ذكرنا دلالة كافية على بيان حاله وظهور اختلاطه.
حدّثني أحمد بن محمّد العتيقى عن أبي الحسن الدارقطني. قال : أحمد بن أبي سليمان القواريري أبو جعفر بغدادى ، يروى عن حمّاد بن سلمة مقلوبات ، كان مغفلا يترك لا يحتج به.
حدّث عن محمّد بن على بن أبي خداش المصلى ، وبشر بن الوليد الكندي. روى عنه أبو العبّاس بن عقدة الكوفيّ.
__________________
(١) ٢١٧٤ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٥٨ في المطبوعة.