وهو شاعر مجود نقى اللفظ ، أكثر المدح للفتح بن خاقان. وكان أحمد أسود اللون. وهو القائل :
لئن حسبت سواد اللّيل غيّرني |
|
فإنّ قلبي في حسنى أبي دلف |
أخبرني على بن عبد الله اللغوي قال أنشدنا محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال أنشدنا أبو بكر بن الأنبارى قال أنشدني أبي لأحمد بن أبي فنن :
صحيح الودّ لو يمسي عليلا |
|
لتكتب أو نرى منكم رسولا |
أراك تسومه الهجران حتّى |
|
إذا ما اعتلّ كنت له وصولا |
فردّ ضنى الحياة بوصل يوم |
|
يكون على رضاك له دليلا |
هما موتان موت ضنى وهجر |
|
وموت الهجر شرّهما سبيلا |
وقال أبو بكر أيضا : أنشدنى أبي لأحمد بن أبي فنن :
صبّ بحبّ متيم صب |
|
حبيه فوق نهاية الحبّ |
أدميت باللّحظات وجنته |
|
فاقتصّ ناظره من القلب |
أخبرنا على بن أيّوب القمي أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني حدّثني على بن هارون قال حدّثني عمى يحيى بن على قال قال أحمد بن أبي فنن قولي :
صبّ بحب متيّم صبّ |
|
حبيه فوق نهاية الحبّ |
أشكو إليه صنيع جفوته |
|
فيقول مت بتأثر الخطب |
وإذا نظرت إلى محاسنه |
|
أخرجته عطلا من الذّنب |
أدميت باللّحظات وجنته |
|
فاقتصّ ناظره من القلب |
قال على بن هارون : وهذا البيت الأخير من هذه الأبيات هو عينها ، وأخذه ابن أبي فنن مما أنشدنيه أبي لإبراهيم بن المهدى :
يا من لقلب صيغ من صخرة |
|
في جسد من لؤلؤ رطب |
جرحت خدّيه بلحظي فما |
|
برحت حتّى اقتصّ من قلبي |
__________________
(١) ٢٢٠٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٨٨٧ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٩.