أخبرنا حمزة حدّثنا الوليد حدّثنا على بن أحمد حدّثنا محمّد بن أحمد بن تميم الحافظ قال سمعت أحمد بن مغيث ـ مغربي ثقة ـ يقول : سئل يحيى بن معين عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم. فقال : هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة.
قال الوليد : وإنما قال فيه يحيى بن معين بهذه التزكية لأنه عرفه بالعراق قبل خروج أحمد بن عبد الله إلى المغرب ، وكان نظيره في الحفظ إلا أنه دونه في السن ، وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل. وأحمد بن عبد الله هذا أقدم في طلب الحديث ، وأعلى إسنادا ، وأجل عند أهل المغرب في القديم والحديث ورعا وزهدا من محمّد بن إسماعيل البخاري. وهو كثير الحديث خرج من الكوفة والعراق بعد أن تفقه في الحديث ، ثم نزل أطرابلس المغرب.
قال الوليد : قلت لزياد بن عبد الرّحمن : أى شيء أراد أحمد بن عبد الله بن صالح بخروجه إلى المغرب؟ فقال : أراد التفرد للعبادة ، يحكى ذلك عن مشايخ المغرب ، وسمعت على بن أحمد يحكى نحو ذلك.
قال الوليد : وحديث أحمد وتصانيفه وأخباره بالمغرب ، وحديثه عزيز بمصر ، والشام ، والعراق لبعد المسافة ، وتوفى بأطرابلس وقبره هناك على الساحل ، وقبر ابنه صالح إلى جانبه ، وسمعت على بن أحمد الأطرابلسي ـ وسألته عن صالح بن أحمد ـ فقال : هو ثقة ابن ثقة ابن ثقة.
قال الوليد : سمعت على بن أحمد يقول سمعت صالح بن أحمد يقول سمعت أبا أحمد يقول : طلبت الحديث سنة سبع وتسعين ومائة ، وكان مولدي بالكوفة سنة اثنتين وثمانين ومائة.
قال صالح : ومات أبي بعد الستين والمائتين.
قلت : ذكر أبو سعيد بن يونس المصري أنه مات في سنة إحدى وستين.
حدّثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفيّ أخبرنا تمام بن محمّد بن عبد الله الرازي حدّثني أبي أخبرني أبو القاسم أيّوب بن داود الرازي حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن سليمان الرازي القطّان ـ ببغداد ـ حدّثنا محمّد بن عبيد الطنافسي قال سمعت أبا معاوية يقول سمعت الأعمش يقول : التحمل للأصدقاء ثلثا الظرف.
__________________
(١) ٢٢٢٣ ـ هذه الترجمة برقم ١٩٠٧ في المطبوعة.