ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه كان مؤدبه ، وأنه حدثه عن جعفر بن محمّد بن عامر وقال : توفى بنحو (٢) الأهواز في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
ذكر أنه نزل بغداد وحدّث بها عن محمّد بن محمّد الباغنديّ ، والحسين بن محمّد بن عفير ، والحسن بن محمّد بن شعبة ، وعبد الله بن محمّد البغوي. قال : ومولده سنة إحدى وثمانين ومائتين. وتوفى بحلوان في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. روى عنه ابن الثلاج.
تقلد القضاء بواسط ، والبصرة. ومصر ، والمغرب ، ثم ولى قضاء بغداد في أيام المتقى لله.
وأخبرني على بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر. قال : وقلد المتقى بغداد بأسرها ، الجانب الشرقي ، ومدينة المنصور ، والكرخ ، أبا الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقيّ مضافا إلى ما كان قلده قبل الحضرة من القضاء بمصر ، والمغرب والرملة ، والبصرة ، وواسط ، وكور دجلة ، وقطعة من السواد ، وخلع عليه في سنة ثلاثين وثلاثمائة ، وكان هذا رجلا من وجوه التجار البزّازين بباب الطاق هو وأبوه وعمومته ، وكانوا يشهدون عند القضاة بتمكنهم من خدمة ريدان (٤) قهرمانة المقتدر ومعاملتهم لها ، واتصلت معاملة أحمد بن عبد الله بعد المقتدر بحاشيته وولده ، وكان المتقى يرعى له خدمته في حياة أبيه ، وبعد ذلك ، فلما أفضت الخلافة إليه أحب أن ينوه باسمه ويبلغه إلى حال لم يبلغها أحد من أهله ، فقلده القضاء ، ولم تكن له خدمة للعلم. ولا مجالسة لأهله ، فعجب الناس لذلك وقدروا أنه يستعمل الكفاة على هذه الأمور العظام ، فلم يفعل ذلك. ونظر في الأمور بنفسه ، فظهرت منه رحلة وكفاية ، وجرت أحكامه وقضاياه على طريق صالحة ، وبان من عفته وتنزه نفسه
__________________
(١) ٢٢٥٦ ـ هذه الترجمة برقم ١٩٤٠ في المطبوعة.
(٢) النحو : الطريق.
(٣) ٢٢٥٨ ـ هذه الترجمة برقم ١٩٤٢ في المطبوعة.
(٤) هكذا بالأصول.