لم يصل إليه ، ولا وقف عليه أحد من أشياخي ، فضلا عمن هو دونهم ... ولو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفا بأقوالها وأدلتها العقلية والقياسية ، ومداركها ونقوضها وأجوبتها ، والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله ...».
ويقول أيضا : «وقد كملت عندي آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى».
ثم يقول في مقدمة كتابه (المزهر في علوم اللغة).
«هذا علم شريف ابتكرت ترتيبه ، واخترعت تنويعه وتبويبه. وذلك في علوم اللغة وشروط أدائها وسماعها ، حاكيت به علوم الأحاديث في التقاسيم والأنواع ، وأثبت فيه بعجائب وغرائب حسنة الإبداع ، وقد كان كثير ممن تقدم يلم بأشياء من ذلك ، ويعتني في تمهيدها ببيان المسالك ، غير أن المجموع لم يسبقني إليه سابق ، ولا طرق سبيله قبلي طارق».
هذا ما كتبه الشيخ متفرقا في ترجمته لنفسه ، وفي مقدمات بعض كتبه.
* * *
ويقول السيوطي ـ «وقد بلغت مؤلفاتي للآن ثلثمائة كتاب سوى ما غسلته ورجعت عنه».
ومن هذا العدد الكبير نعرف أنه كان سريع الكتابة إلى حد كبير ، وهو في ذلك يشبه إمامنا الجاحظ في السرعة لا في إشراق الأسلوب ، ولا في متانة التعبير ، ولا في إجادة الإنشاء.
إن الثلثمائة كتاب التي ألفها السيوطي تدور في مدار العلوم الآتية كما ذكرها هو بتعبيراته :
١ ـ فن التفسير وتعلقاته والقراءات.
٢ ـ فن الحديث وتعلقاته.
٣ ـ فن الفقه وتعلقاته.