الفصل الثاني
مصر في ظلاك الدولة الفاطميّة
تمهيد :
إن شيعة علي كرم الله وجهه بعد قتل علي ظلت تتوارث الدعوة إلى خلافة آل البيت ، لإعادة الملك والخلافة للعلويين ، وزعم الكثير منهم أن الخلافة لم تصح ولن تصح لغير أهل البيت من أولاد علي .. ولما عجز العلويون عن الاستحواذ على السلطة من طريق السياسة والقوة ، لقتل من خرج من أئمتهم ، التمسوها من طريق الدين ، فقالوا : إن الله لا يترك خلقه بدون إمام حق ، واعتقدوا أن ذلك الإمام هو المهدي المنتظر ، الذي يبيد المغتصبين ، ويحيي مجد بيت رسول الله.
بدء الدعوة للفاطمية :
في عام ٢٨٠ ه ـ ٨٩٣ م ذهب أحد دعاة الشيعة ، واسمه «أبو عبد الله الشيعي» إلى بلاد البربر بشمالي إفريقية ، داعيا لعبيد الله بن محمد من نسل جعفر الصادق ، فنجح في دعوته «وطرد الأمير الأغلبي الحاكم لتلك البلاد التابع للدولة العباسية ، وذلك عام ٢٩٦ ه ـ ٩٠٨ م ، وأعلن أن الخليفة الحقيقي للمسلمين ورئيس دينهم المنتظر هو إمامه «عبيد الله» الملقب بالمهدي ، من نسل فاطمة بنت رسول الله ، ولذلك سميت سلالته بالفاطميين.