بالمعرب ، إلى أن اختلطت العرب بغيرها وفسدت اللغة وما أدخله غير العرب بعد فساد اللغة والاختلاط بالأعاجم سموه مولدا ، وهناك قسم آخر يسمى بالعامي ، وهو ما أخذ من غير مادة عربية ، أو من مادة عربية ولكن بتحريف وتبديل لا تجيزه قواعد اللغة».
«بقي الكلام الآن في أمر هو محل نزاع الباحثين وموضع اهتمامهم ، وهو أن المعاني الجديدة ، والمستحدثات العصرية كثرت وتعددت بعد أن وقف التعريب ، وأصبحت اللغة العربية لا تنهض بالدلالة على تلك المعاني ولا تقوم بحاجة التعبير عنها ، فهل للموجودين أن يعربوا ألفاظ المعاني والمستحدثات تمشيا مع الحاجة ، ودفعا للضرورة ورفعا لعيب نقص اللغة العربية عن الاضطلاع بحاجة أبنائها»؟.
«ذهب فريق إلى التعريب ، وقال : إن اللغة كائن حي كسائر الموجودات وكل موجود حي يتدرج في الرقي ، وكما تدرج أهل اللغة يجب أن تتدرج اللغة ، وإن التعريب يؤدي إلى اتحاد لغة العلم ، ويحفظ للمخترع اسمه ، ويبقى له ذكره».
وذهب فريق إلى أنه لا حاجة إلى التعريب وأن اللغة العربية يمكن أن تنهض بالدلالة على المعاني الجديدة باتخاذ الوسائل المؤدية إلى ذلك ، فعندنا مهجور في اللغة لا يستعمل الآن ، وبنقله إلى المعاني الجديدة يقوم بالدلالة على بعضها ويتداول بين الناس فتحيا به اللغة العربية. وعندنا المجاز ، وهو يدل على غير الموضوع له بواسطة العلاقة والقرينة وعلاقاته كثيرة متعددة ، وعندنا المشتق ، ومنه قسم مطرد».
«وبهذه الوسائل يمكن اللغة العربية النهوض بالدلالة على المعاني الجديدة».
«على أن في التعريب فشو الكلمات الدخيلة في اللغة ، وهو يودي باللغة الفصيحة ، ويذهب بجمالها ورونقها. وفي ضياع اللغة الفصيحة