وكان منزل حمروش مفتوحا دائما للناس ولمختلف طبقات الشعب يستفتونه في مشكلاتهم الروحية ، ويطلبون معاونته في مصالحهم الشخصية وهو يبتسم دائما لا تعرف «لا» طريقا إلى لسانه.
وقد اختير حمروش عضوا في المجمع اللغوي منذ ان نشأ واشترك في نشاطه اللغوي الكبير ، وأسس كثيرا من لجانه ، ووجه أعمال المجمع وجهة تفيد العرب وتراثهم ولغتهم والثقافة العربية العامة.
لم يترك حمروش كتبا مطبوعة وإن كانت له كتب مخطوطة لم تطبع بعد ، إنما ترك أفكارا قيمة في نفوس تلاميذه ومريديه ، وجميع علماء الأزهر اليوم وشيوخه من تلاميذه ومريديه ، وترك منهجا علميا يستضاء به دائما في إصلاح الأزهر ، وترك ذوقا علميا يستفاد منه فائدة جلى وترك مع ذلك كله قدوة طيبة تعد خير نبراس يرشد إلى الحق والخير والعزة والغيرة على الدين وعلى الوطن وعلى المبادىء المثلى التي دعا إليها الإسلام وكتابه الحكيم.
وقد كان حمروش رحمه الله مثالا للوطنية النزيهة لم يحن رأسه للطغاة ، ولم يتملق احدا في حياته كائنا من كان ، وسار في الصفوف الأولى مع الشعب في المظاهرة الوطنية الكبرى في نوفمبر ١٩٥١ احتجاجا على جيش الاحتلال وأعماله في منطقة القتال .. حقا لقد كان مثالا عظيما ، وعنوانا كريما لرجل الدين المعاصر وصفحة خالدة من تاريخ الأزهر الحديث.