سبيل بث رأيه الإسلامي ما يلاقيه كل من سلك هذا السبيل. وفي سنة ١٣٢٣ ولي القضاء في مدينة بنزرت والتدريس والخطابة بجامعها الكبير ، ثم استقال ورجع إلى القاعدة التونسية ، وتطوع للتدريس في جامع الزيتونة ، ثم أحيل إليه تنظيم خزائن الكتب بالجامع المذكور ـ وفي سنة ١٣٢٥ اشترك في تأسيس جمعية زيتونية ، وفي هذه المدة جعل من المدرسين المعينين بالجامع المذكور. وفي سنة ١٣٢٦ جعل مدرسا بالصادقية وكلف بالخطابة في مواضيع إنشائية بالخلدونية ، ولما قامت الحرب الطرابلسية بين الطليان والعثمانيين كان من أعظم الدعاة لإعانة الدولة ونشر بجريدة الزاهرة قصيدته الشهيرة لتي مطلعها :
ردوا على مجدنا الذكر الذي ذهبا |
|
يكفي مضاجعنا نوم دها حقبا |
ثم رحل إلى الجزائر فزار أمهات مدنها ، وألقى بها الدروس المفيدة ، ثم عاد إلى تونس وعاود دروسه في جامع الزيتونة ونشر المقالات العلمية والأدبية في الصحف.
وفي سنة ١٢٣٠ سافر إلى دمشق مارا بمصر ثم سافر إلى القسطنطينية فدخل يوم إعلان حرب البلقان فاختلط بأهلها وزار مكاتبها ، ثم عاد الى تونس في ذي الحجة من هذه السنة ونشر رحلته المفيدة عنها وعن الحالة الاجتماعية بها ببعض الصحف ، ثم جعل عضوا في اللجنة التي ألفتها حكومة تونس للبحث عن حقائق في تاريخ تونس ثم ترك ذلك لما عزم على المهاجرة إلى الشرق فرحل إليه ، ونزل مصر وعرف بعض فضائلها ثم سافر إلى الشام ثم للمدينة المنورة ثم إلى القسطنطينية ثم عاد إلى دمشق معينا مدرسا للغة العربية والفلسفة بالمدرسة السلطانية بدمشق ، وبقي كذلك إلى أن اتهمه مدة الحرب العظمى جمال باشا حاكم سوريا بكتم حال المتآمرين على الدولة واعتقله ستة أشهر وأربعة عشر يوما ثم حوكم فبرىء من التهمة فأطلق سبيله في شهر ربيع الثاني سنة ١٣٣٥ ومن شعره في حبسه وكانوا حالوا بينه وبين أدوات الكتابة :