الفصل الرابع
الأزهر في ظلاك الفاطميين
تمهيد :
مما تقدم نعلم أن الأزهر بدىء في بنائه في ٢٤ جمادى الأولى عام ٣٥٩ ه ـ إبريل ٩٧٠ م ، وافتتح للصلاة في يوم الجمعة ٧ رمضان ٣٦١ ه : ٩٧٢ م ، وبدأ نظام الحلقات العلمية فيه من عام ٣٦٥ ه : ٩٧٦ م ، وصار جامعة إسلامية كبيرة من عام ٣٧٨ ه : ٩٨٨ م.
وإن الفضل في ذلك يرجع الى المعز وقائده جوهر ، ثم إلى أسرة القاضي النعمان الشيعي ، ثم إلى الوزير يعقوب بن كلس.
وكان المسجد منذ نشأته يسمى جامع القاهرة باسم العاصمة الجديدة ، وقد تكون تسميته بالجامع الأزهر قد تأخرت قليلا عن التسمية الأولى ، ويرجح عنان (١) أن اسم «الجامع الأزهر» أطلق عليه بعد إنشاء القصور الفاطمية في عصر العزيز بالله ، فقد كان يطلق عليها اسم القصور الزاهرة ، ومنها أطلق على جامع القاهرة وهو مسجد الدولة الرسمي اسم الجامع الأزهر ، واستمر مسجد القاهرة الجامع يعرف باسم جامع القاهرة (٢) أو الجامع الأزهر حتى عصر المقريزي في أوائل القرن التاسع ، ثم تقلص الاسم
__________________
(١) ٢٠ تاريخ الجامع الأزهر لعنان
(٢) ورد في اخبار العزيز بالله انه أقام طعاما في جامع القاهرة ـ وهو الأزهر الشريف ـ لمن يحضر في رجب وشعبان ورمضان.