وكانت تعرف في الزمن الأخير بقبلة الشيخ البيجوري شيخ الإسلام بسبب صلاته عندها كثيرا ، وكان بقرب رواق الشراقوة قبلة صغيرة من خشب تعرف بقبلة الخطيب الشربيني ، وكان عليها كتابة بالخط تدل على أن عملها كان سنة ٦٢٧ ...
وفي صحن الجامع كان أربعة محاريب صغار بظاهر المقصورة محراب يلي رواق معمر وكان مكتوبا عليه : جدد هذا المحراب السعيد على يد العبد الفقير إلى الله تعالى الخواجة مصطفى ابن الخواجة محمود بن جلبي غفر الله له وللمسلمين ويكتنف باب المقصورة الوسط محرابان من الحجر مكتوب بأعلى أحدهما بالكوفي لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وكان عند الباب الثالث محراب مكتوب عليه أمر بتجديد هذا المحراب السعيد سيدنا ومولانا الإمام الأعظم والملك الأكرم السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي ، وكان عند رواق الأتراك محراب صغير مصنوع بالقيشاني وقد أزيلت ، وكان أمامه «دكة» صغيرة غير مستعملة للتبليغ وذلك غير المحاريب التي في المدارس الملحقة بالجامع وموجود بالمقصورتين «دكتان» تستعملان يوم الجمعة للتبليغ.
صحن الأزهر ومناراته ومزاوله :
أما صحن الأزهر هو متسع مفروش بالحجر النحت ، وتحت هذا الفرش أربعة صهاريج متسعة للماء الحلو ، ولها أفواه من الرخام ناتئة في الصحن نحو متر يجلس فيه الطلاب أيام الشتاء للمطالعة والرياضة ويبيتون فيه في ليالي الصيف ، وفي دائرة بوائك مسقفة يجلس في بعضها الأطفال ومعلمو القرآن الشريف.
وأما مناراته فكان به ست منارات يؤذن عليها في الأوقات الخمس وفي الأسحار وتوقد في ليالي رمضان والمواسم ، منها منارة خارج باب المزينين عن يمين الداخل تشرف على الشارع وهي من إنشاء الأمير عبد الرحمن كتخدا وكان يتوصل إليها من باب الميضأة الصغيرة الذي عن يمين