رابعا ـ أن ينجح في الكشف الطبي طبقا للشروط التي توضع لذلك.
وقد دل تحري الدقة في تطبيق هذه الشروط على المتقدمين إلى المعاهد الابتدائية أن نسبة كبيرة قد تصل إلى ٥٠% من عدد المتقدمين لم يستطيعوا أن يحرزوا النصاب المقرر للنجاح في امتحان القبول ، وبذلك أمكن منذ اللحظة الأولى أن يوجهوا إلى دراسة تتفق مع ميولهم ، وبذلك ضمن إلى حد كبير أن أكثرية الذين اجتازوا هذا الامتحان التمهيدي الديهم استعداد للدراسة الدينية ، وأنهم لديهم من الكفاية ما يؤهلهم لمتابعة الدراسة في المرحلتين : الثانوية والعالية. وفضلا عن اشتراط هذا الامتحان التمهيدي فقد جرى قانون الأزهر حتى السنة الحالية على التشدد في إمتحان طلاب السنتين الأولى والثانية الابتدائيتين وعدم منحهم فرصا للدخول في الدور الثاني ، لينصرف الطلبة إلى الدراسة ، وليبقى في التعليم من يؤهله استعداده وحرصه على الدراسة حتى المرحلة الثانوية ، وليتمكن هؤلاء الطلاب منذ بدء الدراسة من تخير طريق آخر وعدم إضاعة وقتهم وجهدهم دون جدوى. وثمة قيد آخر اختص به التعليم الإبتدائي هو عدم السماح للطالب من الإعادة في فرقة واحدة أو في سنى الدراسة الأربع أكثر من مرتين. كل هذه القيود النافعة كانت عنصرا فعالا في تصفية الطلاب غير المؤهلين للدراسة ، وإبقاء من لهم قدرة وكفاية على مواصلة الدرس. وبتتبع نتائج القبول وإحصائيات المتقدمين تعرف الأزهر حاجياته في التعليم الثانوي من فصول ومعاهد. وبمراجعة البيان بعدد الطلاب الذين قبلوا في السنوات من سنة ١٩٣٦ حتى سنة ١٩٤٩ ، يتبين مقدار الزيادة في طلاب الأقسام الإبتدائية واطرادها في السنوات الأخيرة ، مما حمل الأزهر على التوسع في الفصول الثانوية ، وافتتاح معاهد جديدة لتخفيف الضغط عن المعاهد القديمة.
وقد أنشأ الأزهر في خلال هذه السنوات معهد شبين ، الكوم ومعهدا بقنا (ثانوي ، ابتدائي) ، ومعهدا بسوهاج ، ومعهدا بالمنصورة ، ومعهد المنيا