عقد الجمان في تاريخ الزمان» في خمسة وعشرين مجلدا ، وعد مؤلفاته أمر يطول ، فليرجع إليها في مقدمة كتابه عمدة القارىء.
ومن رجالات مصر وأعيان العلماء جلال الدين السيوطي مؤلف حسن المحاضرة وسواه من نفائس المؤلفات.
وجاء العصر العثماني بفتح السلطان سليم مصر سنة ٩٢٢. وبقضائه على دولة المماليك فيها فاستمرت للأزهر أهميته البالغة في الدراسات الدينية. ولكن روحه أصابها الوهن. وقوته نال منها الضعف واعتورتها عوامل الخمول والجمود ، ولذلك أسبابه البعيدة والقريبة .. فقد ضعفت ملكات التفكير في الشرق كافة وصارت الدولة الحاكمة بعيدة عن الروح العربية الصحيحة ، بعنصرها ودمها التركي المتطرف وكثرت الفتن السياسية والأحداث الإجتماعية في مصر والشرق ولم تجد دولة العلم والثقافة من الدولة رعاية ولا عطفا ، اللهم إلا نوعا ضئيلا من التشجيع لا يجدي ولا يبعث على المجد والرجاء. كل ذلك أورث الأزهر صبغة من التقليد العلمي وأضاع منه روح التجديد والاجتهاد فأصبحت غاية رجاله نقل ما ورثوه عن السلف في أمانة واخلاص دونه العناية بالبحث والتمحيص والموازنة والتحقيق وعكف شيوخه على دراسة الكتب التقريرية التي ألفت في العصور المتأخرة دون الرجوع إلى الأصول الأولى التي ألفت قديما والتي قلت فيها روح البحث والجدة والابتكار.
وكانوا يقدسون كل ما يتصل بالقديم من خلق وعادات ودين ، وكانت الدراسة قاصرة على العلوم الدينية وما يتصل بها من العلوم اللغوية وقليلا من الفلسفة ، وقلت فيه الدراسات العقلية والفلسفية في كتبها الواسعة التي كان يحرمها عصره ، وتحاربها الهيئات العلمية والجماعات الدينية حين ذاك ، وفضلا عن ذلك فقد ناوأ الأزهر المذاهب المتطرفة لأنها كانت مشربة بفلسفة خاصة ، ولم يكن فيه مكان للشعراني الصوفي م سنة ٩٧٣ ولا لأمثاله ، وكانت كل جهود الأزهر في هذا العصر العثماني هي المحافظة على التراث القديم ، والذود عنه والقيام بشرحه والتعليق عليه دون زيادة به أو