رفاعة الطهطاوي الأزهري
رائد الفكر الحديث في مصر
هو أحد زعماء نهضتنا العربية الحديثة الذي فتح أمامنا آفاقا واسعة للمعرفة .. وعلى يديه تكونت نواة الطبقة المثقفة المصرية الصحيحة التي حملت لواء التجديد .. وهو ابن نابه من سلالة أرض الكنانة تفخر الأمة به .. رفاعة رافع الطهطاوي أحد العباقرة الذين سيخلدهم تاريخ مصر الحديثة.
رجل جاد به الزمان حين شح الزمان بالرجال وجاد هو على الزمان حين شح الرجال بالأعمال استطاع أن يجمع بين حضارة الغرب المتقدمة ومفاخر حضارة العرب القديمة ، ولذلك عنى باحياء التراث القديم مثلما عنى بترجمة مآثر الغرب تحقيقا للنهضة الفكرية ودفعا لحركة البعث الجديد .. وكما كان الطهطاوي مترجما مبدعا في اختيار موتنا وله ـ وليس مجرد ناقل ـ كان أيضا موسوعيا في كتاباته المختلفة وليس مجرد رحالة ، كما كان عالما مؤرخا يستند إلى الوقائع ويرجع إلى الكشوف الأثرية ، خاصة وأنه من رواد المؤرخين المصريين الذين عرفوا تاريخ مصر القديم وأعنوا بأمجاد هذا التاريخ. عنى بالكشف عن هذه الحقبة الحضارية الأصيلة في تاريخنا ، فأرخ أيضا للدعوة الإسلامية والفتح العربي الإسلامي في كتابه الذي صدر بعد عام واحد من وفاته بعنوان ـ نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز ولعل من الجوانب المجهولة في حياة رفاعة هو اهتمامه بحقوق المرأة ، وقد كتب