سعد وأسقط في يده .. فكنت أتطوع لخدمته شفقة وعطفا عليه ، إذ كان قاصرا صغير السن.
وقد يعرف أن المغفور له سعد زغلول درس في الأزهر ، ولكن كثيرين منا لا يعرفون إلى أي مدى وصل في دراسته ، ولا كيف تلقى علومه ودروسه.
لقد زامل سعد زغلول في الأزهر فرقة كان في طليعتها ، ولم يبق من زملائه في هذه الفرقة على قيد الحياة إلا فضيلة الشيخ عبد المعطي الشرشيمي العضو السابق في جماعة كبار العلماء ، وهو العضو الوحيد الذي استقال من الجماعة منذ انشائها إلى الآن ، لأن جماعة كبار العلماء لم يكن من قبل يشترط فيها مدة قانونية يحال بعدها العضو إلى المعاش.
وقد تلقى سعد وعبد المعطى وزملاؤهما الفقه على مذهب الإمام الشافعي في أوائل حياتهم الدراسية في زاوية العدوى بالقرب من الجامع الأزهر ، ثم انتقلوا إلى الجامع الأزهر لاستيفاء دراستهم فيه.
وقد أوغل سعد في علوم الأزهر ودراساته ، وضرب فيها بسهم وافر ، ولم يبق بينه وبين أداء امتحان الشهادة العالمية إلا أن يتقدم لهذا الامتحان.
ولكنه لم يتقدم لهذا الامتحان مكتفيا بما أحرز من ثقافة وما حصل من علوم ، وانصرف إلى التحرير في الوقائع المصرية مع أستاذه الإمام محمد عبده ثم إلى ميدان المحاماة بعد ذلك ، وعكف سعد على دراسة اللغة الفرنسية وهو في سن متقدمة وحصل على إجازة الحقوق.
وقد كانت دراسة سعد في الأزهر خير معوان له في حياته ، خصوصا بعد اتصاله بالإمام محمد عبده ، وتوجيهه وجهة أخرى تختلف في ذلك الوقت عما درج عليه الأزهريون في حياتهم الدراسية.
وقد بلغ من شغف الطالب سعد زغلول بعلوم الأزهر أن ألف كتابا في