لا ينسى أول شيخ للأزهر وأول مظهر لمقاومة الشعب لبطش الأتراك وأول زعيم للمقاومة الشعبية في أوائل الفتح العثماني لمصر .. رحمه الله ..
الشيخ أحمد الدردير
الشيخ الدردير من أشهر علماء الأزهر الشريف قبيل الحملة الفرنسية على مصر ، كان شيخ علماء المالكية في الأزهر. وكان مشهورا بالزهد والورع والتقوى. مشهودا له بالعلم الغزير ، والشجاعة الفائقة ، ومراقبة الله في السر والعلن.
قاد ثورة شعبية لها شهرتها في تاريخ الوطن ففي يوم من أيام ربيع الأول عام ١٢٠٠ ه / يناير ١٧٨٦ م نهب أحد أمراء المماليك واسمه حسين بك شفت هو وجنوده دارا لشخص اسمه أحمد سالم الجزار وهو نائب رئيس الطريقة البيومية بالحسينية بالقاهرة ظلما وعدوانا فثارت ثائرة الشعب وتشاوروا فيما بينهم فيما يجب أن يفعلوه ، واتفقت كلمتهم أخيرا على الالتجاء إلى أقوى العلماء شخصية ، وأوسعهم نفوذا وهو الإمام الدردير ، فاجتمع الشعب في اليوم التالي للحادث ، ويمموا وجوههم شطر الجامع الأزهر ، وقصدوا الشيخ الدردير وهو في حلقته بين طلابه ومريديه وأخبروه بالحادثة فغضب الشيخ لاستهتار الأمراء وتعسفهم.
ونادى الدردير في الجماهير غير هائب ولا خائف قائلا لهم : أنا معكم ، وغدا نجمع الشعب من كل مكان في الحارات والضواحي وبولاق ومصر القديمة ، وأركب معكم وننهب بيوتهم كما ينهبون بيوتنا ونموت شهداء أو ينصرنا الله عليهم.
وأمر الشيخ بدق الطبول على المنارات ، إيذانا بالاستعداد للقتال وترامت الأخبار إلى الأهالي فأسرعوا نحو الأزهر للاشتراك مع الثائرين.
وبلغت أخبار الجماهير الثائرة إلى الأمير إبراهيم بك وبلغه تصميم الشيخ الدردير على قيادة الشعب ضد الأمراء ، وكان يعلم مقدار ما للشيخ