والمستفيدين وكان بيته يعج بالزائرين والوافدين وأصحاب الحاجات والمظالم ، والشيخ لا يمل ولا يكل مما يصنعه بالليل والنهار من مآثر وأعمال طيبات ..
ومات الشيخ وخلف وراءه تراثا علميا خالدا على الأيام.
عمر مكرم
من أنبه أعلام مصر والأزهر في القرن الثامن عشر والتاسع عشر ، وأسيرهم ذكرا .. قضى حياته في خدمة وطنه. وخدمة شعبه ، وفي السعي الى تحريره والدفاع عن حريته ، وكان من زعماء المقاومة الشعبية ضد الحملة الفرنسية ، وكما سعى لرفع الحيف عن الجماهير في بلاده. لتحقيق آمالهم في الحياة.
كان ممن أعلن المقاومة ضد طغيان ابراهيم ومراد من أمراء المماليك منذ عام ١٧٩٥ م ، وفي ثورة شعبية ألزم الشعب ، وعلى رأسه العلماء ونقيب الأشراف. امراء المماليك بوثيقة مكتوبة وموقعة منهم بالتزام العدل في معاملة الرعية ، وهذه الوثيقة يعدها المؤرخون وثيقة حقوق الانسان الأولى وقد سبقت اعلان حقوق الانسان في فرنسا في أعقاب ثورة عام ١٧٩٨ م ، وفي هذه الوثيقة الكبرى أعلن أمراء المماليك أنهم يتعهدون بالعدل ، ويتوبون عن المظالم ، ويعدون بالقيام بالواجبات التي يفرضها عليهم القانون والعرف ، من صرف الأموال على مستحقيها ورفع الضرائب الاضافية.
وفي نضال الشعب ضد الغزو الفرنسي لمصر عام ١٧٩٨ قاد مكرم العالم الأزهري الأسيوطي الجماهير ، إذ هبط من القلعة الى ساحل بولاق يحمل علما يسميه العامة «البيرق النبوي» ، والناس من حوله ، آلاف مؤلفة يحملون السلاح ، يشدون أزر جيش المماليك الذي كان يقاتل على الضفة الأخرى للنيل.