واجتمع بأمراء المماليك حيث أرسلوا الى العلماء ليجتمعوا بهم. فحضر الإمام الشرقاوي والسيد عمر مكرم ، والشيخ السادات. والشيخ البكري والشيخ الأمير. وانتهى الاجتماع بالموافقة على مطالب الشعب التي قدموها.
وتم تحرير وثيقة تتضمن هذه القرارات ، وقع عليها الحاكم العثماني وأمراء المماليك ، وكبار العلماء ، ورجع العلماء يحيط بهم الشعب بمواكبه الزاخرة.
ويجمع أكثر المؤرخين على أن هذه الوثيقة كانت بمثابة إعلان لحقوق الانسان ، سبقت بها مصر غيرها من الشعوب ، وسبقت بها إعلان حقوق الإنسان الذي اعلنته الثورة الفرنسية في باريس بسنوات. ومصر دائما هي قائدة المواكب ، ورائدة الحرية ، وحاملة مشاعل الحضارة في كل مكان وزمان.
ومات الشيخ الشرقاوي رحمه الله يوم الخميس الثاني من شهر شوال عام ١٢٢٧ ه / ١٨١٢ م.
الشيخ حسن العطار
ولد الشيخ حسن العطار في أول الثلث الأخير من القرن الثامن عشر ١٧٦٦ أي قبل الحملة الفرنسية على مصر باثنين وثلاثين عاما ، فهو يعطينا بمولده هذا صورة لمصر السياسية في القرن الذي كان نهاية لحكم الولاة العثمانيين في مصر.
والحق أن مصر في القرن الثامن عشر كانت تختم القرون الثلاثة من الحكم العثماني الذي ساقه القدر إليها على يد السلطان سليم الأول الذي فتح مصر ١٥١٧ م وهي قرون شهدت البلاد فيها من الظلام والجهل والضعف والتأخر في كل الميادين ما لا يمكن أن يصار الى أسوأ منه. وكان بادية القرون الثلاثة كنهايتها : سوء حال وضعف آمال.