الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن حسين الأنبابي
ولد بمدينة (انبابة) المعروفة الآن (بامبابه) بمحافظة الجيزة سنة ١٢٤٠ ه وكان والده يعمل بالتجارة وله وكالة بالغورية. لكن الولد مال للعلم فحفظ القرآن ودرس بالأزهر وتتلمذ على أيدي (الشيخ الباجوري) ، الشيخ ابراهيم السقا) ، (الشيخ البولاقي) ولفت الانظار إلى علمه وسعة مداركه فأجازه الأساتذة للتدريس الأزهر سنة ١٢٦٧ وكان رجلا خيرا جوادا سمح النفس فانتخب أمينا للفتوى عن الشيخ العروسي ووكيلا عنه في إدارة الأزهر.
وكان اذا ما درس كتابا وضع حاشيته وشروحا وتعليقات افادت طلابه.
وتخرج على يديه علماء كبار (الشيخ حسونه النواوي) (والشيخ الببلاوي) ، (والامام ابو الفضل الجيزاوي) ، (والشيخ الطويل) ، (والشيخ القاياتي).
ثم عين شيخا للأزهر سنة ١٢٩٩ ه اثناء الثورة العرابية وكرمه السلطان العثماني ، ولكنه استقال لما رأى من إقبال الخديوي توفيق على الشيخ المهدي (كما أشرنا) ثم صدر تعيينه ثانية سنة ١٣٠٤ ه وظل إلى أن استقال سنة ١٣١٢ لاعتلال صحته ونال (النيشان المجيدي) (والنيشان العثماني) من الدرجة الأولى وتوفي سنة ١٣١٣ ه.
وكان جريئا في الحق ورغم طغيان (اللورد كرومر) فقد كان لا يقوم له وسأله (لماذا تقوم للخديوي ولا تقوم لنا) قال : (لأنه ولي الامر وأنت أجنبي عنا) فزاد (كرومر) احتراما له وكتب بهذه الاجابة لحكومته.
ومن مكارم الشيخ الانبابي انه افتى بجواز دراسة العلوم الحديثة وكان الشيوخ يحرمونها.