وفي إداراته ، كان مثال الإخلاص ، كل همه أن يتجه الأساتذة والطلاب ، بكليتهم ، نحو الثقافة الأزهرية الصميمة ، وأن يجعلوا وقتهم بأجمعه وقفا على تحصيل العلم ، لذلك كانت نتائج معاهده في مقدمة النتائج.
أما خلقه وتقاه ، فكان فيهما على سنن السلف الصالح ، لا يعرف مداجاة هذا العصر ، ولا رياءه. ديدنه الصدق والصراحة ، والتواضع والحلم ، والعطف على المحتاجين .. وبعد حياة حافلة ، عامرة بالخير ، لقي الله في ١٠ ذي الحجة سنة ١٣٥١ ه (١٩٣٢) وصلى عليه بالأزهر ، واستقر جثمانه هنالك ، في جوار العلماء والصالحين ، بقرافة المجاورين. ولم يعقب ، الشيخ رحمه الله أبناء ، ولكنه ترك ثلات بنات أصهر بهن في حياته ، إلى الشيخ محمد علي سلامة ، المدرس بكلية أصول الدين ، والشيخ قطب أبو العلا المدرس بالمدارس الثانوية ، ومحمود افندي حسن من أعيان تله ـ المنيا. وقد قرت عينه بأسباطه قبل وفاته ، ومنهم الأستاذ محمود محمد سلامه ، والمهندس عزت بالهندسة ، وغيرهما.
الشيخ محمود الديناري
كان مولده في «قاي ـ بني سويف» سنة ١٨٧٥ ، وبين ربوعها نشأ وحفظ القرآن الكريم ، ثم مكث سنة في طنطا يجود حفظه وقراءته ، وفي سنة ١٨٨٨ ألحق بالأزهر الشريف وبقي ينهل العلم من أعذب مناهله ، حتى سنة ١٩٠٤ وفيها نال العالمية ، بدرجة ممتازة.
وفي هذه السنة عين مدرسا في الأزهر ، ثم اختير مدرسا بمعهد الاسكندرية ليكون من حراس النظام الناشىء بها. واستمر به إلى سنة ١٩١١ ثم نقل مراقبا للقسم النظامي الجديد بالأزهر ، فكان عونا وظهيرا للاستاذ الشيخ محمد شاكر على تركيز النظام. وفي سنة ١٩٢٠ عين شيخا للقسم الأولى ، فعضوا في مجلس إدارة الأزهر ، ثم أضيفت إليه مشيخة القسم المؤقت ، وفي سنة ١٩٢٥ عين شيخا للقسم العالي ، ثم اختير مفتشا