الأزهرية ، كانت لجان الامتحان برياسة ثلاثة شيوخ من كبار الشيوخ في الأزهر ، وهم الاستاذ الأكبر الشيخ محمد مأمون الشناوي ، والشيخ عبد المجيد اللبان ، أجزل الله لهما مثوبته ، والأستاذ الأكبر الشيخ ابراهيم حمروش اطال الله في حياته ، وكانت للشيخ اللبنان رحمه الله مواقف محمودة ، وذكريات لا تنسى ، وكانت عصبية المراغى رحمه الله تناهضه ، لأنها كانت تعتقد أن الشيخ يعمل ليكون شيخ الأزهر المرتقب بعد المراغى. وكان الشيخ اللبان يحرص كل الحرص على أن يبقى للأزهر تقاليده ومقوماته وخصائصه ، وكان يرى ان الطفرة في الاصلاح قد تؤدي إلى نكسة ، ولذلك كان خير عماد للأزهر في تطوره ، وملاذا لشيوخه الحذرين الخائفين من نتائج الطفرة والسرعة.
وكان اللبان مكانة كبيرة عند الحكام ، ومنزلة عظيمة لدى أولياء الأمور ، وكانوا يستشيرونه دائما في أمور الأزهر وإصلاحه ، ولما تولى المراغى مشيخة الأزهر لثاني مرة ، وأقيمت حفلة لتكريمه في ٣ يوليو ١٩٣٥ ، كان الشيخ اللبان رئيس لجنة الاحتفال .. وكان في مطلع كل عام دراسي يستقبل اليوم الأول بخطبة بليغة يلقيها على الطلاب والأستاذة ، يضمنها نصائحه وتجاربه وخبرته الواسعة.
وقد بدأ الشيخ حياته العلمية بعد تخرجه من الأزهر الشريف مدرسا في معهد الاسكندرية الديني ، حيث مكث مدة طويلة ، كان فيها محبوبا مكرما من الشعب والحكام والمسئولين ، ودارت الأيام حتى أصبح شيخا للقسم العام فشيخا لكلية أصول الدين ، إلى أن توفي رحمه الله تاركا ذكريات أزهرية طيبة لا تنسى على مر الأيام.
الشيخ عبد الوهاب النجار
درس في الأزهر وتخرج في مدرسة القضاء الشرعي وعمل مدرسا في وزارة المعارف المصرية. وقد غضب عليه وزير المعارف فنقله من مدرسة عابدين إلى مدرسة أسوان ، وهو مدرس حديث العهد بالوظيفة إثر اشتراكه