يستطيع أحد تلاميذه ، وهم كثير ، أن يتحدث عن كفاية الشيخ وإخلاصه وإتقانه لعلمه.
وللشيخ في ناحية التأليف العلمي امتياز خاص ، فقد كان كثير الانتاج في تحقيق وتدقيق ومن يقرأ «كتاب الفقه على المذاهب الأربعة» وهو في أربعة مجلدات ، يعجب لمواهب الشيخ في هذا الباب ، ويدهش كيف واتته الفرصة على أن يقرأ الفقه في المذاهب الأربعة ثم يجمع ويهذب ويكتب.
وللشيخ غير هذا الكتاب كتب كثيرة منها : أدلة اليقين ، وتوضيح العقائد ، والأخلاق. هذا عدا ما للشيخ من مقالات نشرت في مناسباتها بالصحف والمجلات (١).
الشيخ محمد عبد الله أبو النجا
كان المرحوم الشيخ محمد عبد الله أبو النجا من أفذاذ العلماء ، ومن أمثلهم خلقا ودينا وورعا ، وحجة ثبتا في علوم الدين والعربية ، وكان يسيطر على قلوب تلامذته ومريديه : بأدبه الجم ، وتواضعه المأثور ، وصلاحه النادر ، وعفة لسانه ، وقوة بيانه ، وشجاعته في قول الحق والجهر به. وكانت محاضراته ودروسه في كلية اللغة ـ في النحو والصرف وأصول الفقه والحديث والتفسير وغيرها ـ ميدانا لتسابق العقول ، وشحذ الملكات ، وتربية المواهب. ولا يزال إخوانه وأبناؤه في العلم يذكرون ذلك بالوفاء والتقدير وعرفان الجميل. أية موهبة كان يضمها إهابه ، وأي دين كان ينطوي عليه قلبه ، وأي عقل كنا نعتز بالانصات لتفكيره والتأدب بأدبه. كان رحمه الله من خيار أساتذته في طلب العلم : والده المغفور له الشيخ عبد الله أبو النجا ، العالم الكبير ، والأزهري النابغة ، الذي اختير للتدريس بمعهد الاسكندرية الديني (١٩٠٨ ـ ١٩٢٢ م) ، وعند إنشاء أقسام التخصص في الأزهر اختير لتدريس الفقه والأصول فيها. وكان من خيار شيوخه في الله : العارف بالله الشيخ منصور أبو هيكل ، وولده الشيخ عثمان ، وقد وصل عليهما الشيخ ،
__________________
(١) من كلمة للأستاذ ابي الوفا المراغى عنه ـ نشرت في مجلة الأزهر