فوجدت فيهما المؤلف ذا مواهب نادرة قلما تكتمل في عالم ، من عمق الدراسة ، وكثرة الإحاطة بالآراء والمراجع ، ودقة الفهم ، وبراعة التعبير ، وزرت الشيخ في منزله في فترات متباعدة فوجدت نفسي حيال شخصية لطيفة جذابة تختلف عن شخصية الشيخ العلمية ، وكان يقيم في منزله كل أسبوع حلقة علمية يدرس فيها كتب الأخلاق والتصوف والتفسير والحديث وفي مقدمتها الاحياء للغزالي ، وكانت هذه الحلقة عامة للمستمعين من الناس ، وفي مقدمتهم أهل (منشية الصدر) الذين كان الشيخ يسكن بينهم .. ثم كنت مدرسا بمعهد الزقازيق الديني ، وكان الشيخ شيخا للمعهد ، فوجدت من الشيخ خبرة واسعة بشئون إدارة معهد كبير مثل هذا المعهد ، كما كنت أجد لطفه مع الأساتذة ، وحنوه على الطلاب ، ما لا يتسع المقام لتفصيله ، وكان الشيخ من قبل مفتشا عاما بالأزهر فكانت له أعمال محمودة في التوجيه العلمي والديني.
وقبيل وفاته مرض مرضا خطيرا ألزمه الفراش ، واستمر في العلاج ومقاساة المرض ، إلى أن استأثرت به رحمة الله في أواخر عام ١٩٥٣ .. تاركا وراءه ذكريات لا تنسى ، وتراثا عاليا عزيزا على كل من طالع فيه.
وقد درس الشيخ في معهد الأسكندرية الديني ، ونال العالمية عام ١٩٢٤ من الدرجة الأولى ، وعين مدرسا في الأزهر ، ثم اختير مدرسا في كلية اللغة منذ بدء إنشائها ، ثم اختير مفتشا ، فشيخا لمعهد الزقازيق الديني ، فاستاذا للتفسير في كلية اللغة العربية.
عبد العزيز المراغى
هو شقيق المراغى شيخ الأزهر ، توفي صباح الخميس ١٦ نوفمبر عام ١٩٥٠ م. فخبا بوفاته نجم لامع ، وتوارت ومضات أمل ضاحك. وقد لاقى ربه بعض مرض لم يمهله ، ولم يشفق عليه ، وهو شاب القلب ، فتى الفؤاد ، يقظ الرأي ، موثب الرجاء.
يقول عنه صديقه الأستاذ محمود رزق سليم :