التأليف ، وخلط مسائل العلوم بعضها ببعض ، فلا تتدرج في هذا للطلاب بل تأخذ المبتدئين بما تأخذ به المنتهين ، وقد كان لتعقيدها أسوأ أثر في طلاب المعاهد الدينية ، لأنه يظهر في أسلوب كتابتهم ، ويحول دون النهوض به بتعليم الإنشاء ومطالعة كتب الأدب ، ولا يراد من هذا أن نرجع إلى كتب المتقدمين ، بل يجب أن نعتمد في الدراسة على كتب تؤلف في هذا العصر الحديث ، وتفتح باب الاجتهاد في الدين والعلم.
٥ ـ نقد طريقة التدريس ، وخلاصة نقدها أنها طريقة تلقينية تقليدية ، لا تعنى بتربية ملكة الفهم الصحيح ، ولا بإعداد الطلاب ليكون منهم علماء وحكماء يرفعون منار العلم في الدنيا ، ويتحدث العالم بعلمهم ، كما كان يتحدث بعلم أسلافنا في الماضي ، وكما يتحدث اليوم بعلم أهل أوروبا.
٦ ـ نقد العلوم القديمة ، وخلاصة نقدها أنها علوم جامدة لا تزال على حالها منذ سبعة قرون ، وليس فيها أثر للتجديد الذي تناول كل شيء في عصرنا ، وقد كان علماؤنا الأولون يجتهدون فيها ويجددون في كل عصر من عصورهم ، فيجب أن نجتهد فيها ونعمل على تجديدها في عصرنا.
٧ ـ نقد نظام التعليم ، وخلاصة نقده أنه لا يتدرج بالطلاب في مراحل التعليم ، بل يبدأ بالكتاب الأقل حجما وإن كان أصعب فهما ، ويبدأ بالعلوم التي اعتيد البدء بها في العهد القديم ، وإن كان الواجب تأخيرها والبدء بغيرها ، وكذلك يجعل مدة الدرس واحدة في كل مراحل التعليم ، ويأخذ المبتدئين في هذا بما يأخذ به المنتهين.
٨ ـ إهمال التخصص في العلوم ، وخلاصة ما جاء فيه أن النظام الحديث اتبع العهد القديم في تخريج علماء يأخذون كل العلوم التي يدرسونها بنسبة واحدة ، فلم يحاول أن يوزعها في آخر مراحل التعليم على الطلاب ، ويجعل منها شعبا يتخصص الطلاب فيها ، ليعيدوا عهد