التخصص في علمائنا الأولين ، ويتخرج منهم أئمة نابغون فيما تخصصوا فيه ، ولا يكون هذا على نحو ما جاء في قانون التخصص السابق ، لأنه لا يفيد في تخريج أولئك العلماء النابغين.
٩ ـ نقد طريقة الانتساب إلى المعاهد الدينية ، وخلاصة نقدها أنها تجري على الطريقة القديمة من الاكتفاء بحفظ القرآن ، ومعرفة القراءة والكتابة ولو أقل معرفة ، فيجتمع بها في السنة الأولى أصناف من الطلاب يتفاوتون تفاوتا كبيرا في استعدادهم ، ولا يمكن أن ينتظم سير التعليم بمثلهم.
١٠ ـ نقد طريقة الامتحان ، وخلاصة نقدها أنه يجري على طريقة التدريس ، فالامتحان الشفوي يقصد منه اختبار الطلاب في فهم عبارات الكتب ، والامتحان التحريري يقصد منه معرفة تحصيلهم لها ، وحفظهم لمسائلها.
١١ ـ إهمال تعليم اللغات ، وإرسال بعثات إلى أوروبا ، وإنشاء ناد ومجلة للأزهر والمعاهد الدينية ، وإنشاء مجمع علمي ولجنة تأليف ، وإنشاء مطبعة لطبع كتب الدراسة طبعا صحيحا. وهذه هي أهم أبواب ذلك الكتاب ، وهو يقع في ستين ومائة صفحة ، وقد طبع عام ١٣٤٢ ه.
وقد سبق الشيخ الأحمدي الظواهري أن نقد نظام التعلم في الأزهر في كتابه «العلم والعلماء ونظام التعليم» ، الذي كان من أهم بحوثه أبواب أربعة :
فالباب الأول في العلماء ، أخذ المؤلف فيه على العلماء أنهم لا يعرفون شيئا سوى مناقشات الفنون والكتب التي يدرسونها ، فلا يعنون بمطالعة الجرائد والمجلات العلمية ، ولا يعرفون شيئا من اصطلاحات الناس وعاداتهم وغير ذلك من أمورهم ، ولا يميلون إلا إلى ما وجدوا عليه