الباب الحادي عشر
من تاريخ الأزهر
الأزهر جامعا وجامعة
ـ ١ ـ
أعرق الجامعات العلمية في العالم ، فهي أطولها عمرا ، وأجلها أثرا في تاريخ الفكر الإنساني ، وفي تاريخ العقل العربي والإسلامي بل في تاريخ العلم وميراث الحضارة كافة.
والأزهر منذ نشأته حارس التراث العربي ، وحامل مشعل الثقافة الإسلامية ، والملاذ الذي تأوي إليه العلماء ، وتهوي إليه أفئدة المسلمين في كل مكان ، والضوء الذي ينير لهم الطريق ، ويبصرهم سواء السبيل.
وللأزهر مكانته الخالدة في مصر والعالم الإسلامي جميعه ، وآراؤه وفتاوى علمائه تقابل من كل مسلم في جميع الشعوب الإسلامية بالتقدير والإجلال والحب العميق.
ولم تقم في مصر الإسلامية جامعة علمية بالمعنى الصحيح قبل الأزهر ، صاحب التاريخ الطويل ، والذكريات المجيدة ، والآثار العلمية والدينية والعقائدية.
وتاريخ العلم في الإسلام يرتبط بالمسجد ارتباطا روحيا وثيقا ؛