والفلوس ، إعانة للمجاورين فيه على عبادة الله تعالى ، وكل قليل تحمل إليه أنواع الأطعمة والخبز والحلاوات لا سيما في المواسم.
في عهد الدولة الأيوبية
استمر الأزهر في أداء رسالته العلمية ، يحمل مشعل المعرفة الوهاج ، حتى غدا منار العلم وموئل العلماء طوال العهد الفاطمي ، فلما قامت الدولة الأيوبية بدأ نجمه في الأفول ، لأن السلطان صلاح الدين الأيوبي قد عمل منذ اللحظة التي استقل فيها بحكم مصر سنة ٥٦٧ ه على محاربة التشيع ، ونشر المذهب السني ، فأبطل الخطبة من الجامع الأزهر مركز الدعوة الشيعية أبطلها قاضي القضاة الشافعي في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي ، المسمى : (صدر الدين عبد الملك بن درباس) ، لأن الشافعية لا يجيزون إقامة خطبتين للجمعة في بلد واحد ، وأقرها في جامع الحاكم ، وبقي الأزهر معطلا من إقامة الجمعة فيه نحو مائة عام ، إلى أن أعيدت إليه في عهد المماليك (الظاهر بيبرس البندقداري) سنة ٦٦٥ ه.
في أيام المماليك
غير أن هذه المحنة لم تؤثر فيه ، فقد تابع حياته العلمية ، ووجد في ظل المماليك الرعاية الكاملة ، وبرزت صفته العلمية بروزا واضحا في عصرهم ، وتمكن من المحافظة على التراث الإسلامي خلال المحنة التي حلت بالشرق الإسلامي من جراء الغزو المغولي ، ثم ما أصيبت به معاهد العلم والمساجد في الأندلس ، وبلاد المغرب من ذبول وضعف ، مما جعله مقصد العلماء والطلاب من المشرق والمغرب ، يجدون في رحابه الملجأ والملاذ ، وغدت القاهرة ـ مقر الجامع الأزهر ، وكرسي الخلافة الإسلامية ـ قلب العالم الإسلامي النابض ، وأمل العروبة والإسلام ، واعتبر عصر المماليك بحق. «العصر الذهبي للجامع الأزهر» من حيث الإنتاج العلمي