والأسنوي ، والأشموني ، والصبان ، والملوي ، وابن الهيثم الذي وضع الأسس العلمية لنظريات نيوتن في علم الطبيعة. وكان من أشهرهم في القرويين : الأئمة العلماء الحافظ أحمد بن علي بن قاسم الزقاق ، والمفتي محمد بن قاسم القصار ، والفقيه أحمد بن محمد بن يوسف الصنهاجي ، والمتكلم أبو عمرو السلالجي وهو من طبقة أبي المعالي الجويني في الشرق ، والمحدث ابن رشيد السبتي والحافظ أبو العلاء العراقي ، واللغوي ابن زاكور ، والرياضي ابن البناء المراكشي ، والطبيب أبو القاسم الوزير
وكان هناك تشابه بين الأزهر وجامع القرويين في طريقة الدرس وفي منهاج البحث : فكانت هناك الحلقة ، وكانت هناك المناقشة ، وكانت هناك المحاضرة والتعقيب عليها ، وكان أسلوب الدراسة في واقع أمره أسلوبا لتربية العقل ، وتخطيط طريق التفكير والوصول إلى الحق في ذاته. وما كان للجامع الأزهر ولجامع القرويين من أسلوب في البحث إذ ذاك هو ما للجامعات المعاصرة اليوم في منهج البحث.
وهناك التشابه فيما طرأ على التعليم في كل منهما من تغيير وما أصابه من تقلبات ، تبعا للعهود السياسية التي مرت على كل من القاهرة وفاس : فنجد تشابها في طابع التعليم أيام أن حكم الفاطميون في مصر والأدارسة في المغرب ، وتشابها في طابع التعليم أيام حكم الأيوبيون بمصر والموحدون بالمغرب. كما نجد تشابها في إطار المعرفة نفسه : اتسع فترة فشمل جميع الفروع المختلفة التي يضمها اسم التراث الإسلامي والعربي ، وضاق في فترة أخرى فلم يشمل علوم الرياضة والطبيعة والطب والفلسفة.
وهناك تشابه كذلك بين الأزهر والقرويين فيما مر على التعليم في كل منهما من مراحل الإصلاح والتطور : سواء في طريقة التعليم أو في نظام الاختبار أو في تعدد المراحل أو في منهاج المواد ، أو في تغيير الكتاب : فقسمت مراحل التعليم في كل منهما إلى ثلاث ، وأخذ بنظام المحاضرة