بين الزيتونة والأزهر
الزيتونة أزهر تونس ، والزيتونيون أزهريون كما يقول الزيتونيون أنفسهم اعتزازا بالأزهر وكما يقول الشيخ محمد الفاضل بن عاشور وأنفاس من الأزهر ما تزال تسري وتداخل جسم الزيتونة ، وأخرى من الزيتونة ما تزال ترجع على الأزهر (١).
وجامع الزيتونة أقيم في أوائل القرن الثاني للهجرة على يد بانيه عبيد الله بن الحبحاب السلولي ، وقد كان واليا على مصر ، ومنها قدم إلى تونس ، بعد أن استخلف ابنه أبا القاسم على مصر (٢) ـ وكانت مدينة الفسطاط ، دار ابن الحبحاب ، وجامعها ، جامع عمرو ، الذي هو أبو الجامع الأزهر ، قد كان ابن الحبحاب إمام محرابه ، وخطيب منبره ، فلا ضير أن ابن الحبحاب كان واقفا على تخطيط جامع الزيتونة بتونس ، وفي ذهنه صورة جامع الفسطاط ، وفي قلبه حنين إليه ، واهتمام به ، وحنين واهتمام بابنه أبي القاسم ، وقد خلفه فيه.
وكانت صحبة علي بن زياد التونسي لليث بن سعد ، وروايته عنه
__________________
(١) ص ٨٥ التوجيه الاجتماعي في الإسلام ـ من مطبوعات مجمع البحوث الإسلامية.
(٢) ابن خلدون ١٨٩ ج ٤ بولاق.