الباب الثاني عشر
شخصيّات .. ومواقف
ابن السّبكى
عرف تاريخ الثقافة العربية كثيرا من البيوتات العلمية التي استفاض العلم فيها ، وكان إرثا طيبا يؤول إلى الأبناء فيما يؤول إليهم من عقار وحطام ، فكان علم الأبناء امتدادا ناضجا لعلم الآباء. وقد صان هؤلاء الأبناء ذلك الموروث العلمي العظيم ، وعملوا على إثرائه وإخصابه. وبحسبنا في هذا المقام أن نذكر الامام أبا حاتم الرازي ، محمد بن إدريس بن المنذر ، المتوفي سنة ٢٧٧ ه. وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم ، المتوفي سنة ٣٢٧ ، من أئمة علم الجرح والتعديل. والإمام ضياء الدين خطيب الري ، عمر بن الحسين بن الحسن ، وابنه الفخر الرازي ، محمد بن عمر ، المتوفي سنة ٦٠٦ ه من فرسان علم الكلام.
على أنه لم يستعلن تأثير والد في ولده كما استعلن في تاريخ الإمام العلامة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي ، المولود في سنة ٦٨٣ ه والمتوفى في سنة ٧٥٦ ه. وولده العلامة تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن علي ، المولود في سنة ٧٢٧ ه ، والمتوفى في سنة ٧٧١ ه.
وقد أجمع المؤرخون على فضل الوالد وسعة علمه ، فيقول عنه