الأزهر من بعيد .. ومن قريب
كتب محمد زكي عبد القادر في يومياته في الأخبار عام ١٩٦١ يقول :
الأزهر عزيز عليّ جدا ، لا لأنه منارة الإسلام والمسلمين عبر قرون طويلة فحسب ، ولكن لأنه اقترن بصباي ، فقد كان عمي طالبا في الأزهر وكنت تلميذا بالمدارس الثانوية أقيم معه ويرعى شئوني وأنا وهو مغتربان في القاهرة لطلب العلم .. وكنت لهذا ألتمسه في فناء الأزهر ، وأراه يشهد الدروس ، فأجلس معه أستمع فلا أفهم ولكنني أعجب لطول الدرس وطول الأناة ويشوقني أن أرى الشيخ يلقي ما يلقي ويسأل من وقت إلى آخر : ظاهر .. ظاهر .. فيسمع همهمة تقول : ظاهر ياسي الشيخ ..
وكنت أخشى الأزهر في عبض الامسيات حين أكره وحدتي في مسكني ، فيقول عمي : لا عليك .. هات كتبك واجلس معنا ذاكر دروسك .. وكنت في سن صغيرة أخشى فيها الوحدة ، فأوثر أن أحمل كتبي ، وآخذ مقعدي كما كان يفعل طلاب الأزهر حينئذ ، جالسين على الحصر الممدودة ، ومن فوقهم قناديل بيضاء جميلة ، ترسل نورا كليلا ، ولكنه كاف لكي أرى وأقرأ من غير صوت ولكي يروا ويقرءوا بصوت ،