الباب السابع
حول الأزهر ورسالته
ـ ١ ـ
كانت الغفوة الكبرى التي أصابت العالم الإسلامي في القرون الوسطى ذات أثر بعيد في حياته السياسية والعقلية والاجتماعية في القرن التاسع عشر.
لم يبعد المسلمون هذه الحقبة الطويلة كثيرا عن تقاليد الشرق ، وإنما جافوا روح الإسلام ، وجهلوا مبادئه وأهدافه ، ووقفوا أمام تيار النهضة الغريبة جاهلين عاجزين أذلاء. وبادرهم المستعمرون بتحطيم ما بقي في أجسامهم من منعة ، وفي قلوبهم من إيمان ، وفي أرواحهم من عزة ومثل عليا ... وكانت الأحداث الكبرى التي هزت العالم الإسلامي هزا عنيفا داعية للمفكرين والمصلحين أن يجاهدوا في سبيل البعث والإحياء وتجديد الحياة والأمل في نفوس المسلمين. واقترن ذلك بدعوات جريئة للإصلاح ، انبعثت من رجال الدين حينا ، ومن غيرهم حينا آخر. من أمثال محمد بن عبد الوهاب م ١٢٠٦ ه ، والسيد أحمد خان الهندي ١٨٩٨ م ، والسيد أمير علي ، والكواكبي ١٩٠٢ م ، وجمال الدين الأفغاني ١٨٩٧ م ، ومحمد عبده ١٩٠٥ م ، وسواهم من دعاة الإصلاح ، وحملة رسالته.
كان السيد جمال الدين الأفغاني يريد تحرير الشعوب الإسلامية من