الباب الثامن
آراء للأزهر في مشكلاتنا الفكريّة
ـ ١ ـ
أصدر الاستاذ علي عبد الرازق العالم الأزهري ، والقاضي الشرعي ، عام ١٩٢٥ كتابه «الإسلام وأصول الحكم» ، وكان على رأس الوزارة في ذلك الحين زيور باشا يسنده حزب الأحرار الدستوريين برئاسة عبد العزيز فهمي باشا وحزب الاتحاد برئاسة يحيى باشا إبراهيم .. وكان الوفد في المعارضة برئاسة سعد.
وقد أثار الكتاب معركة اشترك فيها كل صاحب رأي أو قلم .. وقبل أن نعرض الصراع الذي دار حول هذا الكتاب نوضح فكرته الأساسية التي ذهب إليها المؤلف ... وفكرته هي : أن الإسلام لم يقرر نظاما معينا للحكومة ، ولم يفرض على المسلمين نظاما خاصا يجب أن يحكموا بمقتضاه. بل ترك لنا مطلق الحرية في أن ننظم الدولة طبقا للأحوال الفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي توجد فيها ، مع مراعاة تطورنا الاجتماعي ومقتضيات الزمن. وأن الإسلام بريء من نظام الخلافة ، والأدواء التي عصفت به. فإن الخلافة شلت كل تطور في شكل الحكومة عند المسلمين نحو النظم الحرة ، خصوصا بسبب العسف الذي أنزله بعض الخلفاء بتقدم العلوم السياسية والاجتماعية ، إذ صاغوها في قالب يتفق مع مصالحهم.