سابريّة ، والاقتصاد قد قرّت العين بصحبته ، والله قد عوّض حبّ الدنيا بمحبّته ، فإذا راجعها مثلي من بعد الفراق ، وقد رقى لدغتها ألف راق ، وجمعتني بها الحجرة ، ما الذي تكون الأجرة؟ جلّ شاني ، وقد (١) رضي الوامق وسخط (٢) الشاني ، إني إلى الله تعالى مهاجر ، وللغرض (٣) الأدنى هاجر ، ولأظعان السّرى زاجر ، لأحد (٤) إن شاء الله وحاجر ، ولكن دعاني إلى (٥) الهوى ، لهذا (٦) المولى المنعم هوى ، خلعت نعلي الوجود وما خلعته ، وشوق (٧) أمرني فأطعته ، وغالب والله صبري فما استطعته ، والحال والله أغلب ، وعسى أن لا يخيب المطلب ؛ فإن يسّره (٨) رضاه فأمل (٩) كمل ، وراحل احتمل ، وحاد أشجى النّاقة والجمل ؛ وإن كان خلاف ذلك ، فالزمان (١٠) جمّ العوائق (١١) ، والتسليم بمقامي لائق : [البسيط]
ما بين غمضة (١٢) عين وانتباهتها |
|
يصرّف (١٣) الأمر من حال إلى حال |
وأما تفضيله هذا الوطن على غيره (١٤) ، ليمن طيره ، وعموم خيره ، وبركة جهاده ، وعمران رباه ووهاده ، بأشلاء عبّاده وزهّاده (١٥) ، حتى لا يفضله إلّا أحد الحرمين ، فحقّ بريء من المين ، لكنّي (١٦) للحرمين جنحت ، وفي جوّ الشوق إليهما سرحت (١٧) ، فقد (١٨) أفضت إلى طريق قصدي محجّته ، ونصرتني والمنّة لله حجّته ، وقصد سيدي أسنى قصد ، توخّاه الشكر (١٩) والحمد ، ومعروف عرف به النّكر ، وأمل (٢٠) انتحاه الفكر ، والآمال والحمد لله بعد تمتار ، والله يخلق ما يشاء ويختار ، ودعاؤه يظهر الغيب مدد ، وعدّة وعدد ، وبرّه حالي الظّعن (٢١)
__________________
(١) في النفح والأزهار والريحانة : «وإن».
(٢) في الريحانة : «أو سخط».
(٣) في الريحانة والنفح والأزهار : «وللعرض».
(٤) في النفح والأزهار : «لنجد».
(٥) في النفح والأزهار : «للهوى». وفي الريحانة : «لكني دعاني إلى الهدى».
(٦) في النفح والأزهار : «إلى هذا». وفي الريحانة : «إلى المولى».
(٧) في النفح والأزهار : «وشوقي».
(٨) في النفح والأزهار : «يسّر».
(٩) في النفح : «فأمر».
(١٠) في الريحانة : «فالزمن».
(١١) في النفح : «العلائق».
(١٢) في الريحانة : «طرفة».
(١٣) في الريحانة : «يقلّب».
(١٤) قوله : «على غيره» غير وارد في النفح.
(١٥) في الريحانة : «بأشلاء زهّاده».
(١٦) في النفح والأزهار : «لكنني».
(١٧) في النفح والأزهار : «سنحت».
(١٨) في الريحانة : «وقد».
(١٩) في النفح والأزهار : «الحمد والشكر».
(٢٠) في الريحانة والنفح والأزهار : «والآمال من فضل الله بعد تمتار».
(٢١) في الريحانة : «حالي الإقامة والظّعن».