وأنشد له صاحبنا الجليل صاحب العلّامة (١) بالمغرب ، أبو القاسم بن صفوان قوله : [المنسرح]
يا ربّ ظبي شعاره نسك |
|
ألحاظه في الورى لها فتك |
يترك من هام به مكتئبا |
|
لا تعجبوا أن قومه التّرك |
أشكو له ما لقيت من حرق |
|
فيمشين (٢) لاهيا إذا أشكو |
صبرت حتى أطلّ عارضه |
|
فكان صبري ختامه مسك |
ومن المعاتبة والفكاهة قوله : [السريع]
وبائع للكتب يبتاعها |
|
بأرخض السّوم وأغلاه |
في نصف الاستذكار أعطيته ومحّض العين وأرضاه وله أيضا : [الكامل]
يا من توعّدني بحادث هجره |
|
إنّ السّلوّ لدون ما يتوعّد |
هذا عذارك وهو موضع سلوتي |
|
فأكفف فقد سبق الوعيد الموعد |
وأظنّ سلوتنا غدا أو بعده |
|
فبذاك خبّرنا الغراب الأسود |
وله أيضا : [الكامل]
قال العذول تنقّصا لجماله |
|
هذا حبيبك قد أطلّ عذاره |
لا بل بدا فصل الربيع بخدّه |
|
فلذا تساوى ليله ونهاره |
وله يرثي : [مجزوء الكامل]
يا قبر صبح ، حلّ في |
|
ك بمهجتي أسنى الأماني (٣) |
وغدوت بعد عيانها |
|
أشهى البقاع إلى العيان |
أخشى المنيّة إنها |
|
تقصي مكانك عن مكاني (٤) |
كم بين مقبور بفا |
|
س وقابر بالقيروان |
وله أيضا يرثيها : [الكامل]
يا صاحب القبر الذي أعلامه |
|
درست وثابت حبّه لم يدرس |
__________________
(١) كان صاحب العلّامة بالمغرب يتولّى التوقيع باسم السلطان على المراسيم الملكية ، وكانت وظيفته من أهم الوظائف الإدارية بالمغرب.
(٢) في الأصل : «فيمش» وهكذا ينكسر الوزن.
(٣) في الأصل : «الأمان».
(٤) في الأصل : «مكان».