لا قيت بعدك ما لو أنّ أقلّه |
|
لاقى الثرى لأذاب صمّ الجندل |
وحملت في حبّك ما لو حمّلت |
|
شمّ الجبال أخفّه لم تحمل |
من حيف دهر بالحوادث مقدم |
|
حتى على حبس الهزبر المشبل |
قد كنت منه قبل كرّ صروفه |
|
فوق السّنام فصرت تحت الكلكل |
ونصول شيب قد ألمّ بلمّتي |
|
وخضاب أبي شيبة لم تنصل |
ينوي الإقامة ما بقيت وأقسمت |
|
لا تنزل اللذات ما لم يرحل |
ومسير ظعن ودان حميمه |
|
لاقى الحمام وإنّه لم يفعل |
يطوي على جسدي الضلوع فقلبه |
|
بأواره يغلي كغلي المرجل |
في صدره ما ليس في صدري له |
|
من مثله مثقال حبّة خردل |
أعرضت عنه ولو أشفّ لذمّه |
|
شعري لجرّعه نقيع الحنظل |
جلّيت في حلبات سبق لم يكن |
|
فيها مرتاح ولا بمؤمّل |
ما ضرّه سبقيه في زمن مضى |
|
أنّ المجلّى فيه دون الفسكل |
ساءته منّي عجرفيّة قلّب |
|
باق على مرّ الحوادث حوّل |
متحرّق في البذل مدّة سيره |
|
متجلّد في عسره متجمّل |
حتى يثوب له الغنى من ماجد |
|
بقضاء حاجات الكرام موكّل |
مثل الوزير ابن الحكيم وما له |
|
مثل يقوم مقامه متمثّل |
ساد الورى بحديثه وقديمه |
|
في الحال والماضي وفي المستقبل |
من بيت مجد قد سمعت بقبابه |
|
أقيال لخم في الزمان الأوّل |
سامي الدعائم طال بيت وزارة |
|
ومشاجع وأبي الفوارس نهشل |
يلقى الوفود ببسط وجه مشرق |
|
تجلو طلاقته هموم المجتلي |
فلآملي جدواه حول فنائه |
|
لقط القطا الأسراب حول المنهل |
وإذا نحى بالعدل فصل قضية |
|
لم تحظ فصلا من إطالة مفصل |
يقضي على سخب الخصوم وشغبهم |
|
ويقيم مغريهم مقام المؤمل |
ويلقّن الحج العييّ تحرّجا |
|
من رامح عند اللّجاج وأعزل |
فإذا قضى صور المحقّ بحقّه |
|
عنه وحلّق عقابه بالمبطل |
عجل على من يستحقّ مثوبة |
|
فإذا استحقّ عقوبة لم يعجل |
يا كافي الإسلام كلّ عظيمة |
|
ومعيده غضّا كأن لم يذبل |