وأصوليّة وفروعيّة وتحقيقيّة ، وكتاب «شروف المفارق في اختصار كتاب المشارق» ، و «تلخيص الدّلالة في تخليص الرسالة» ، و «شذور الذّهب في صروم الخطب» ، و «فائدة الملتقط وعائدة المغتبط» ، وكتاب «عدّة المحقّ وتحفة المستحقّ».
نثره : من ذلك خطبة ألغيت الألف من حروفها ، على كثرة تردّدها في الكلام وتصرّفها ، وهي :
«حمدت ربي جلّ من كريم محمود ، وشكرته عزّ من عظيم موجود ، ونزّهته عن جهل كل ملحد كفور ، وقدّسته عن قول كل مفسد غرور ، كبير لو تقدم ، في فهم نجد ، قدير لو تصوّر في رسم لحد ، لو عدته فكرة التصوّر لتصوّر ، ولو حدته فكرة لتعذّر ، ولو فهمت له كيفية لبطل قدمه ، ولو علمت له كيفية لحصل عدمه ، ولو حصره طرف لقطع بتجسّمه ، ولو قهره وصف لصدع بتقسّمه ، ولو فرض له شبح لرهقه كيف ، ولو عرض له للحق عجل وريث. عظيم من غير تركّب قطر ، عليم من غير ترتّب فكر ، موجود من غير شيء يمسكه ، معبود من غير وهم يدركه ، كريم من غير عوض يلحقه ، حكيم من غير عرض يلحقه ، قوي من غير سبب يجمعه ، عليّ من غير سبب يرفعه ، لو وجد له جنس لعورض في قيموميته ، ولو ثبت له حسّ لنوزع في ديموميّته».
ومنها : «تقدّس عن لمّ فعله ، وتنزّه عن سمّ فضله ، وجلّ عن ثمّ قدرته ، وعزّ عن عمّ عزّته ، وعظمت عن من صفته ، وكثرت عن كم منّته ؛ فتق ورتق ، صوّر وحلق ، وقطع ووصل ، ونصر وخذل ، حمدته حمد من عرف ربّه ، ورهب ذنبه ، وصفت حقيقة يقينه قلبه ، وذكرت بصيرة دينه لبّه ، قنهض لوعي بشروط نفضته وحدّ ، وربط سلك سلوكه وشدّ ، وهدم صرح عتوّه وهدّ ، وحرس معقل عقله وحدّ ، طرد غرور غرّته ورذله ؛ علم علم تحقيق فنحا نحوه ، وتفرّد له عزّ وجلّ بثبوت ربوبيّته وقدمه ، ونعتقد صدور كلّ جوهر وعرض عن جوده وكرمه ، ونشهد بتبليغ محمد صلّى ربّه عليه وسلّم ، رسوله وخير خلقه ، ونعلن بنهوضه في تبيين فرضه ، وتبليغ شرعه ، ضرب قبّة شرعه ، فنسخت كلّ شرع ، وجدّد عزيمته فقمع عدوّه خير قمع ، قوّم كل مقوّم بقويم سمته ، وكريم هديه ، وبيّن لقومه كيف يركنون فوره بقصده ، وسديد سعيه ، بشّر مطيعه ، فظفر برحمته ؛ وحذّر عاصيه فشقي بنقمته.
«وبعد ، فقد نصحتم لو كنتم تعقلون ، وهديتم لو كنتم تعلمون ، وبصّرتم لو كنتم تبصرون ، وذكّرتم لو كنتم تذكرون. وظهرت لكم حقيقة نشركم وبرزت