إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأوسي (١)
يكنى أبا إسحاق ، ويعرف بابن المرأة.
حاله : سكن مالقة دهرا طويلا ، ثم انتقل إلى مرسية ، باستدعاء المحدّث أبي الفضل المرسي والقاضي أبي بكر بن محرز ، وكان متقدما في علم الكلام ، حافظا ذاكرا للحديث والتفسير ، والفقه والتاريخ ، وغير ذلك. وكان الكلام أغلب عليه ، فصيح اللسان والقلم ، ذاكرا لكلام أهل التصوّف ، يطرّز مجالسه بأخبارهم. وكان بحرا للجمهور بمالقة ومرسية ، بارعا في ذلك ، متفنّنا له ، متقدّما فيه ، حسن الفهم لما يلقيه ، له وثوب على التمثيل والتّشبيه ، فيما يقرب للفهم ، مؤثرا للخمول ، قريبا من كل أحد ، حسن العشرة ، مؤثرا بما لديه. وكان بمالقة يتّجر بسوق الغزل. قال الأستاذ أبو جعفر وقد وصمه : وكان صاحب حيل ونوادر مستظرفة ، يلهي بها أصحابه ، ويؤنسهم ، ومتطلّعا على أشياء غريبة من الخواص وغيرها ، فتن بها بعض الحلبة ، واطّلع كثير ممّن شاهده على بعض ذلك ، وشاهد منه بعضهم ما يمنعه الشرع من المرتكبات الشّنيعة ، فنافره وباعده بعد الاختلاف إليه ، منهم شيخنا القاضي العدل المسمّى الفاضل ، أبو بكر بن المرابط ، رحمه الله ؛ أخبرني من ذلك بما شاهد مما يقبح ذكره ، وتبرّأ منه من كان سعى في انتقاله إلى مرسية ، والله أعلم بغيبه وضميره.
تواليفه : منها (٢) شرحه كتاب الإرشاد لأبي المعالي ، وكان يعلقه من حفظه من غير زيادة وامتداد. وشرح الأسماء الحسنى. وألّف جزءا في إجماع الفقهاء ، وشرح محاسن المجالس لأبي العباس أحمد بن العريف. وألّف غير ذلك. وتواليفه نافعة في أبوابها ، حسنة الرصف والمباني.
من روى عنه : أبو عبد الله بن أحلى ، وأبو محمد عبد الرحمن بن وصلة.
وفاته : توفي بمرسية سنة إحدى (٣) عشرة وستمائة.
إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله بن موسى الأنصاري
تلمساني وقرشي الأصل ، نزل بسبتة ، يكنى أبا إسحاق ، ويعرف بالتلمساني.
__________________
(١) ترجمة ابن دهاق في التكملة (ج ١ ص ١٤٠) ، والوافي بالوفيات (ج ٦ ص ١٧١) ، والديباج المذهب (ج ١ ص ٢٧٣).
(٢) قارن بالتكملة (ج ١ ص ١٤٠).
(٣) في الأصل : «أحد عشر» وهو خطأ نحوي.