يا شقّة النّفس إنّ النّفس قد تلفت |
|
إلّا بقيّة رجع الصّوت والنّفس |
هذا فؤادي وجفني فيك قد جمعا |
|
ضدّين فاعتبري إن شئت واقتبسي |
ويا لطارق نوم منك أرّقني |
|
ليلا ونبّهني للوجد ثم نسي |
ما زال يشرب من ماء القلوب فلم |
|
أبصرته ذابلا يشكو من اليبس |
ملأت طرفي عن ورد تفتح في |
|
رياض خدّيك صلّا غير مفترس |
وقلت للّحظ والصّدغ احرسا فهما |
|
ما بين مصم وفتّاك ومنتكس |
وليلة جئتها سحرا أجوس بها |
|
شبا العوالي وخيس الأخنف الشّرس |
أستفهم الليل عن أمثال أنجمه |
|
وأسأل (١) العيس عن سرب المها الأنس |
وأهتك السّتر لا أخشى بوادره |
|
ما بين منتهز طورا ومنتهس |
بتنا نعاطي بها ممزوجة مزجت |
|
حلو الفكاهة بين اللّين والشّرس |
أنكحتها من أبيها وهي آيسة |
|
فثار أبناؤها في ساعة العرس |
نور ونار أضاءا في زجاجتها |
|
فذاك خدّك يا ليلى وذا نفسي (٢) |
حتى إذا آب نور الفجر في وضح |
|
معرّك جال بين الفجر والغلس |
وهيمنت بالضنا تحت الصباح صبا |
|
قد أنذرتها ببرد القلب واللّعس |
قامت تجرّ فضول الريط آنسة |
|
كريمة الذيل لم تجنح إلى دنس |
تلوث فوق كثيب الرمل مطرفها |
|
وتمسح النّوم عن أجفانها النّعس |
فظلّ قلبي يقفوها بملتهب |
|
طورا ودمعي يتلوها بمنبجس |
دهر يلوّن لونيه كعادته |
|
فالصبح في مأتم والليل في عرس |
وإحسانه كثير ، ومقداره كبير. ثم آب إلى بلاد السودان ، وجرت عليه في طريقه محنة ، ممّن يعترض الرفاق ويفسد السبيل ، واستقرّ بها على حاله من الجاه والشّهرة ، وقد اتخذ إماء للتسرّي من الزّنجيّات ، ورزق من الجوالك أولادا كالخنافسة. ثم لم يلبث أن اتصلت الأخبار بوفاته بتنبكتو ، وكان حيّا في أوائل تسعة وثلاثين وسبعمائة (٣).
__________________
(١) في الأصل : «وأسال» وهكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «نفس» ، بدون ياء.
(٣) في نثير فرائد الجمان (ص ٣٠٨) : توفي بمالي من أرض جناوة في عام ٧٤٤ ه. وهكذا جاء في نفح الطيب (ج ٢ ص ٤٠٦) وفي نفح الطيب (ج ٣ ص ٣٩٧). وذكره المقري ثانية ولم يلقبه بالساحلي ، فتوهم أنه شخصية أخرى وقال : توفي بمراكش سنة نيف وأربعين وسبعمائة.