ضبطا وتقييدا ، لا تكاد تلقى فيما تولّى تصحيحه خللا ، وكان رؤوفا شديد الحنان على الضعفاء والمساكين واليتامى ، صليبا في ذات الله تعالى ، يعقد الشروط محتسبا ، لا يقبل ثوابا عليها إلّا من الله تعالى.
مشيخته : تلا بالسّبع على أبي عمران موسى بن حبيب ، وحدّث عن أبي الحسن بن سليمان بن عبد الرحمن المقرئ ، وعبد الرحمن بن بقّي ، وأبي عمرو ميمون بن ياسين ، وأبي محمد بن عتّاب ، وتفقّه بأبويّ عبد الله بن أحمد بن الحاجّ ، وابن حميد ، وأبي الوليد بن رشد ، وأجاز له أبو الأصبغ بن مناصف ، وأبو بكر بن قزمان ، وأبو الوليد بن طريف.
من روى عنه : روى عنه أبو جعفر ، وأبو إسحاق بن علي المزدالي ، وأبو أمية إسماعيل بن سعد السعود بن عفير ، وأبو بكر بن حكم الشّرمسي ، وابن خير ، وابن تسع ، وابن عبد العزيز الصدفي ، وأبو الحجاج إبراهيم بن يعقوب ، وأبو علي بن وزير ، وأبو الحسن بن أحمد بن خالص ، وأبو زيد محمد الأنصاري ، وأبو عبد الله بن عبد العزيز الذّهبي ، وأبو العباس بن سلمة ، وأبو القاسم بن محمد بن إبراهيم المراعي ، وأبو محمد بن أحمد بن جمهور ، وعبد الله بن أحمد الأطلس.
تواليفه : دوّن برنامجا ممتعا ذكر فيه شيوخه ، وكيفيّة أخذه عنهم ، وله رجز في الفرائض مشهور ، ومنظوم كثير ، وترسّل منوّع ، وخطب مختلفة المقاصد ، ومجموع في العروض.
دخوله غرناطة : قال المؤرّخ : وفي عام أربعة وخمسين وخمسمائة ، عند تغيّب الخليفة (١) بالمهديّة ، استدعى السيد أبو سعيد الوالي بغرناطة ، عند استقراره بها ، الحافظ أبا بكر بن الجدّ ، والحافظ أبا بكر بن حبيش ، والكاتب أبا القاسم بن المراعي ، والكاتب أبا إسحاق بن فرقد ، وهو هذا المترجم به ، فأقاموا معه مدّة تقرب من عامين اثنين بها.
شعره : مما ينقل عنه قصيدة شهيرة في رثاء الأندلس : [المتقارب]
ألا مسعد منجز ذو فطن |
|
يبكي بدمع معين هتن |
جزيرة أندلس حسرة |
|
لا غالب من حقود الزّمن |
ويندب أطلالها آسفا |
|
ويرثي من الشّعر ما قد وهن |
__________________
(١) هو الخليفة عبد المؤمن بن علي الموحدي الذي حكم الأندلس والمغرب حتى سنة ٥٥٨ ه.
راجع البيان المغرب ـ قسم الموحدين (ص ٧٩).