كما تقارعت والخطوب إلى أن |
|
غادرتك الخطوب في التّرب رهنا (١) |
غير أني إذا ذكرتك والدّه |
|
ر أخال اليقين في ذاك ظنّا |
وسألنا متى اللقاء فقيل (٢) ال |
|
حشر قلنا صبرا إليه وحزنا |
إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي ،
أمير المؤمنين ، الملقب بالمأمون ، مأمون الموحدين (٣)
أوّليّته : جدّه عبد المؤمن ، جذع الشجرة ، وينبوع الجداول ؛ هو ابن علي بن علوي بن يعلى بن موار بن نصر بن علي بن عامر بن موسى بن عون الله بن يحيى بن ورجايغ بن سطفور بن نفور بن مطماط بن هزرج بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان. وكان طالبا بربريّا ضعيفا ، خرج مع عمّه يؤمّ للشرق ، وكان رأى رؤيا هالته تدلّ على ملك ، إذ كانت صفحته من طعام على ركبتيه ، يأكل منها الناس ، وكانت أمه رأت وهي حامل ، كأنّ نارا خرجت منها أحرقت المشرق والمغرب ؛ فكانت في نفسه حركة ، لأجل هذه الرؤيا ؛ فلمّا حلّ بسجلماسة ، سمع بها عن المهدي ، وكان رجلا يعرف بأبي عبد الله السّوسي ، ووصف له بالعلم ، فتشوّف إلى لقائه ، ليرى ما عنده في تأويل رؤياه ؛ فانصرف إليه مع بعض الطلبة ، فلقي رجلا قد وسمه ، على ما يزعم الناس ، حدثان من أبي حامد الغزالي ، وعلقت به دعوة منه ، في إذهاب ملك أهل اللّثام (٤) ، لحرق كتابه على أيديهم ، فهو مغرّى بالخروج عليهم ، مهيأ في عالم الغيب إلى تخريب دعوتهم ؛ فوافق شنّ طبقة (٥) ، وما اجتمع الدّاآن إلّا ليقتتلا ، والله غالب على أمره ، فأجلسه ، وسأله عن اسمه ، وبلده ، وسنّه ، ونسبه ، بالتعريف ؛ وأمره أن يخفي من أمره ، وعبّر له رؤياه ، بأنه يملك الأرض ؛ فاهتزّت الآمال وتعاضدت ؛ ونفذت مشيئة الله ؛ بأن دالت الدولة ، وهلك محمد بن تومرت المهدي ؛ فأفضى الأمر إلى عبد المؤمن ، واستولى على ملك اللّمتونيين ، فأباد خضراءهم ، واستأصل شأفتهم ، واستولى على
__________________
(١) في الأصل : «وهنا» والتصويب من القلائد.
(٢) في القلائد : «فقالوا».
(٣) يكنّى المأمون إدريس بن يعقوب الموحدي بأبي العلاء ، وترجمته في البيان المغرب ـ قسم الموحدين (ص ٢٧٤) ، والحلل الموشية (ص ١٢٣) ، ورايات المبرزين (ص ٥٩) ، والاستقصاء (ج ٢ ص ٢٣٦).
(٤) أهل اللّثام : هم المرابطون.
(٥) هو مثل ؛ شنّ : رجل من دهاة العرب وعقلائهم ، وطبقة : بنت هذا الرجل ، يضرب للمتوافقين.
مجمع الأمثال (ج ٢ ص ٣٥٩).