أتعتذرون من المحال بضعف الحال ، وقلّة (١) الرجال؟ إذا نلحقكم بربّات الحجال. كأنّا لا نعرف مناحي أقوالكم ، وسوء (٢) منقلبكم وأحوالكم ؛ لا جرم أنكم سمعتم بالعدوّ قصمه الله ، وقصده إلى (٣) ذلك الموضع عصمه الله ؛ فطاشت قلوبكم خورا ، وعاد صفوكم كدرا ، وشممتم ريح الموت وردا وصدرا ؛ وظننتم أنكم أحيط بكم من كل جانب (٤) ، وأن الفضاء قد غصّ بالتفاف القنا واصطفاف المناكب (٥) ، ورأيتم غير شيء فتخيّلتموه (٦) طلائع الكتائب. تبّا لهمّتكم (٧) المنحطّة ، وشيمتكم (٨) الرّاضية بأدون خطّة ؛ أحين (٩) ندبتم إلى حماية إخوانكم ، والذبّ (١٠) عن كلمة إيمانكم ، نسّقتم الأقوال وهي مكذوبة ، ولفّقتم الأعذار وهي بالباطل مشوبة ؛ لقد آن لكم أن تتبدلوا جلّ الخرصان (١١) ، إلى مغازل النّسوان ؛ وما لكم ولصهوات الخيول ، وإنما على الغانيات جرّ الذيول. أتظهرون العناد (١٢) تخريصا ، بل تصريحا وتلويحا ، ونظنّ أن لا يجمع لكم شتّا ، ولا يدني منكم نزوجا. أين المفرّ وأمر الله يدرككم ، وطلبنا الحثيث لا يترككم؟ فأزيلوا (١٣) هذه النزعة النّفاقيّة من (١٤) خواطركم قبل أن نمحو بالسيف أقوالكم وأفعالكم ، ونستبدل قوما غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم ، ونحن نقسم بالله لو اعتسفتم كل بيداء سملق ، واعتصمتم بأمنع معقل ، وأحفل فيلق ، ما ونينا عنكم زمانا ، ولا ثنينا عن استئصال العزم منكم (١٥) عنانا فلا يغرّنكم الإمهال ، أيّها الجهّال». وهي طويلة. وقال عند الإيقاع بالأشياخ أولي الفساد على الدول ، وصلبهم في الأشجار والأسوار ، مما كلف السّلمي بحفظها واستظرافها (١٦) : [الكامل]
أهل الحرابة والفساد من الورى |
|
يعزون في التشبيه بالذّكّار (١٧) |
__________________
(١) في البيان المغرب : «وبقلة الرجال ، فألحقكم ...».
(٢) في البيان المغرب : «ولا نعلم بتقلّبكم في أحوالكم».
(٣) كلمة «إلى» ساقطة في البيان المغرب.
(٤) في البيان المغرب : «الجوانب».
(٥) في المصدر نفسه : «المقانب».
(٦) في المصدر نفسه : «فحسبتموه».
(٧) في المصدر نفسه : «لهممكم».
(٨) في المصدر نفسه : «وشيمكم».
(٩) في المصدر نفسه : «حين».
(١٠) في المصدر نفسه : «والذبّ بالكلمة عن مقتضى إيمانكم».
(١١) في المصدر نفسه : «أن تمدوا ذيل الحرمان».
(١٢) في المصدر نفسه : «العناد تصريحا وتلويحا ، وتظنون أنكم إذا تفرّقتم لا نجمع لكم شتاتا ، ولا ندني ...».
(١٣) في الأصل : «فأميطوا».
(١٤) في الأصل : «عن».
(١٥) في الأصل : «عنكم».
(١٦) الأبيات في الحلل الموشية (ص ١٢٥) ، والبيان المغرب ـ قسم الموحدين (ص ٢٨٥).
(١٧) في المصدرين : «للذكار».