شهادتك ، يرحمك الله. قال : فأين الخادم؟ تحضر حتى أشهد على عينها ، قال أسلم وفقيه أيضا : هاتوا الخادم ، فجاءت من عند الأمين ، فلمّا مثلت بين يديه ، نظر منها مليّا ، ثم قال : أعرف هذه الخادم ملكا لهذا الرجل ، لا أعرف ملكه ، زال عنها بوجه من الوجوه ، إلى حين شهادتي هذه ، سلام على القاضي ، ثم خرج ، فبقي أسلم متعجّبا منه.
محنته : كفّ بصره في أخريات أيامه ، فطلب لأجل ذلك الإعفاء فأعفي ، ولزم بيته صابرا محتسبا إلى حين وفاته.
مولده : سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
أسد بن الفرات بن بشر بن أسد المرّي
من أهل قرية الصّير مورته (١) ، من إقليم البساط من قرى غرناطة.
حاله : كان عظيم القدر والشرف والشّهرة ، أصيل المعرفة والدين.
مشيخته : خرج إلى المشرق ، ولقي مالك بن أنس ، رضي الله عنه ، روى عنه سحنون بن سعيد.
تآليفه : ألّف كتاب «المختلطة» ، وولّي القضاء بالقيروان أجمل ما كانت وأكثر علما ، وولّاه زيادة الله (٢) غزو صقلية ، ففتحها وأبلى بلاء حسنا.
وفاته : توفي ، رحمه الله ، محاصرا سرقوسة منها سنة ثلاث عشرة (٣) ومائتين. هذا ما وقع في كتاب أبي القاسم الملّاحي. وذكره عياض فذكر خلافا في اسمه وفي أوّليته.
أبو بكر المخزومي الأعمى الموروري المدوّري (٤)
حاله : كان أعمى (٥) ، شديد القحة والشّرّ ، معروفا بالهجاء ، مسلّطا على
__________________
(١) الصير مورته : بالإسبانيةsierra murada.
(٢) هو أبو محمد زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب ، صاحب إفريقية من سنة ٢٠١ ه إلى سنة ٢٢٣ ه. البيان المغرب (ج ١ ص ٩٦) ، والكامل في التاريخ (ج ٦ ص ٣٢٨ ، ٤٩٣).
(٣) في الأصل : «عشر» وهو خطأ نحوي.
(٤) ترجمة أبي بكر المخزومي في المغرب (ج ١ ص ٢٢٨) ، ورايات المبرزين (ص ١٦٠) ، ونفح الطيب (ج ١ ص ١٨٥ ، ٢٧٨).
(٥) هذا النص في نفح الطيب (ج ١ ص ١٨٥).