أم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطّنجالي
من أهل لوشة.
نبيلة حسيبة ، تجيد قراءة القرآن ، وتشارك في فنون من الطّلب ، من مبادئ غريبة ، وخلف وإقراء مسائل الطّبّ ، وتنظم أبياتا من الشعر. وذكرتها في خاتمة «الإكليل» (١) بما نصّه : «ثالثة حمدة وولّادة ، وفاضلة الأدب والمجادة ، تقلّدت المحاسن من قبل ولّادة ، وأولدت أبكار الأفكار قبل سنّ الولادة. نشأت في حجر أبيها ، لا يدّخر عنها تدريجا ولا سهما ، حتى نهض إدراكها وظهر في المعرفة حراكها ، ودرّسها الطبّ ففهمت أغراضه ، وعلمت أسبابه وأعراضه». وفي ذكر شعرها :
«ولمّا قدم أبوها من المغرب ، وحدّث بخبرها المغرب ، توجّه بعض الصدور إلى اختبارها ، ومطالعة أخبارها ، فاستنبل أغراضها واستحسنها ، واستطرف لسنها ، وسألها عن الخطّ ، وهو أكسد بضاعة جلبت ، وأشحّ درّة حلبت. فأنشدته من نظمها : [البسيط]
الخطّ ليس له في العلم فائدة |
|
وإنّما هو تزيين بقرطاس |
والدرس سؤلي لا أبغي به بدلا |
|
بقدر علم الفتى يسمو على الناس |
وراجعها بعض المجّان ، يغفر الله له : [مجزوء البسيط]
إن فرط الدرس يا أمّي سحق |
|
وهذا هو المشهور في الناس (٢) |
فخذ من الدرس شيئا تافها |
|
خطّا وبالفهم كلّ الناس (٣) |
ومن شعرها في غرض المدح : [الكامل]
إن قيل من للناس (٤) ربّ فضيلة |
|
حاز العلا والمجد منه أصيل |
فأقول رضوان وحيد زمان |
|
إنّ الزمان بمثله لبخيل |
__________________
(١) هو كتاب ابن الخطيب المسمّى : «الإكليل الزاهر فيمن فصل عند نظم الجواهر».
(٢) عجز هذا البيت مختلّ الوزن.
(٣) في الأصل : «خطّا وبالفهم يحيى كل الناس» وكذا لا يستقيم الوزن والمعنى معا.
(٤) في الأصل : «الناس» وهكذا ينكسر الوزن.