قال موسى بن غدرون : قال لي : تمنّ أنت ، فشققت لحيته بيدي ، واضطربت به وقلت قولا قبيحا من قول السفهاء. فلمّا ملك ابن أبي عامر الأندلس ، ولّى ابن عمّه المدينة ، وولّى ابن المرعزى أحكام السوق ، وولّى أبا الحسن المالقي قضاء ريّه ، وبلغ كل واحد ما تمنّى ، وأخذ منّي مالا عظيما أفقرني لقبح قولي : فبيت بني الحسن شهير ، وسيأتي من أعلامه ما فيه كفاية.
حاله : قال ابن الزّبير : كان طالبا نبيلا من أهل الدين والفضل والنّهى والنباهة.
نباهته : قال ابن الزبير في كتاب نزهة البصائر والأبصار : استقضي بغرناطة.
وفاته : توفي سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ، ذكره ابن بشكوال في الصّلة ، وعرّف بولايته قضاء غرناطة ، وذكره ابن عسكر ، وتوهّم فيه الملّاحي ، فقال : هو من أهل إلبيرة.
حسن بن محمد بن حسن القيسي
من أهل مالقة ، يكنى أبا علي ، ويعرف بالقلنار.
حاله : كان ، رحمه الله ، بقيّة شيوخ الأطباء ببلده ، حافظا للمسائل الطّبية ، ذاكرا للدواء ، فسيح التّجربة ، طويل المزاولة ، متصرّفا في الأمور التي ترجع إلى صناعة اليدين صدلة وإخراعة ، محاربا ، مقدورا عليه في أخرياته ، ساذجا ، مخشوشنا ، كثير الصحة والسلامة ، محفوظ العقيدة ، قليل المصانعة ، بريّا من التشمّت ، يعالج معيشته بيده في صبابة فلاحة. أخذ صناعة الطب عن أبي الحسن الأركشي (١) ، ومعرفة أعيان النبات عن المصحفي وسرح معه ، وارتاد منابت العشب في صحبته ، فكان آخر السحّارين بالأندلس ، وحاول عمل التّرياق الفارق بالديار السلطانية عام اثنين وخمسين وسبعمائة مبرّزا في اختيار أجزائه ، وإحكام تركيبه ، وإقدام على اختبار مرهوب حياته ، قتلا وصنجا وتقريصا ، بما يعجب من إدلاله فيه ، وفراهته عليه.
حسن بن محمد بن باصة
يكنى أبا علي ، ويعرف بالصّعلعل ، رئيس المؤقّتين بالمسجد الأعظم من غرناطة ، أصله من شرق الأندلس.
__________________
(١) نسبة إلى أركش Arcos de la Frontera ؛ وهي حصن بالأندلس على وادي لكه. الروض المعطار (ص ٢٧).