شعره : قال أبو الحسن : ولم أحفظ من شعر حاتم ما أورده في هذا المكان إلّا قوله يخاطب حفصة الرّكّونية الشاعرة ، التي يأتي ذكرها ، حين فرّ إلى مرسية ، وتركها بغرناطة : [الوافر]
أحنّ إلى ديارك يا حياتي |
|
وأبصر ذو وهد سيل الظّبات (١) |
وأهوى أن أعود إليك لكن |
|
خفوق البند (٢) عاق عن القنات |
وكيف إلى جنابك من سبيل |
|
وليس يحلّه إلّا عداتي! |
مولده : في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، وقال أبو القاسم الغافقي فيه عند ذكره : كان طالبا نبيها ، جميلا ، سريّا ، تامّ المروءة ، جميل العشرة.
وفاته : قال : مات بغرناطة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة (٣).
حباسة بن ماكسن بن زيري بن مناد الصّنهاجي (٤)
كان شهما هيّبا ، بهمة من البهم ، كريما في قومه ، أبيّا في نفسه ، صدرا من صدور صنهاجة ؛ وكان أشجع من أخيه حبّوس.
وفاته : قال أبو مروان (٥) عند ذكر وقعة «رمداي» بطرف قرطبة في حروب البرابرة لأهلها في شوّال عام اثنين وأربعمائة ، قال (٦) : واستلحم حباسة بن ماكسن الصنهاجي ابن أخي زاوي بن زيري ، وهو فارس صنهاجة طرّا وفتاها ؛ وكان قد تقدّم إلى هذه الناحية ، زعموا لمّا بلغه اشتداد الأمر فيها ، فرمى بنفسه على طلّابها ، واتّفق أن ركب بسرج طري العمل متفتح اللّبد ، وخانه مقعده عند المجاولة ، لتقلّبه على الصّهوة ؛ وقيل إنه كان منتبذا على ذلك ، فتطارح على من بإزائه ، ومضى قدما بسكرى
__________________
(١) كذا ورد عجز البيت منكسر الوزن ، وغير مفهوم المعنى. والظّبات : جمع ظبة وهي حدّ السيف. محيط المحيط (ظبو).
(٢) البند : العلم الكبير ، فارسي معرّب ، والجمع بنود. محيط المحيط (بند).
(٣) في النفح (ج ٥ ص ٤٧): «توفي بغرناطة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة».
(٤) حكم حباسة غرناطة من سنة ٤١٠ ه إلى سنة ٤٢٩ ه ، وترجمة حباسة بن ماكسن في المغرب (ج ٢ ص ١٠٧) ، والبيان المغرب (ج ٣ ص ٢٦٢ ، ٢٦٤) ، وأعمال الأعلام (القسم الثاني ص ٢٢٩) ، واللمحة البدرية (ص ٣١) واسمه في كل المصادر : «حبوس» مكان «حباسة». وفي كتاب مملكة غرناطة في عهد بني زيري البربر ، للدكتورة مريم قاسم دراسة وافية عنه (ص ١٠٥ ـ ١١٧) فلتنظر.
(٥) هو المؤرّخ أبو مروان بن حيان.
(٦) قارن بالبيان المغرب (ج ٣ ص ١١١ ـ ١١٢) ، وأعمال الأعلام (القسم الثاني ص ٢٢٩). والنص في كتاب «المتين» لابن حيان.