(إنّ المقارن بالمقارن يفتدي) (١) |
|
مثل جرى جري الرياح قديما |
وجماع كلّ الخير في التّقوى فلا |
|
تعدم حلى التّقوى تعدّ عديما |
وقال يصف الشّيب من قصيدة ، وهي طويلة ؛ أولها (٢) : [الكامل]
لاح الصباح ، صباح شيب المفرق |
|
فاحمد سراك نجوت ممّا تتّقي |
هي شيبة الإسلام فاقدر قدرها |
|
قد أعتقتك وحقّ قدر المعتق |
خطّت بفودك أبيضا في أسود |
|
بالعكس من معهود خطّ مهرق (٣) |
كالبرق راع بسيفه (٤) طرف الدّجى |
|
فأعار (٥) دهمته شتات (٦) الأبلق |
كالفجر يرسل في الدّجنّة خيطه |
|
ويجرّ (٧) ثوب ضيائه بالمشرق |
كالماء يستره بقعر (٨) طحلب |
|
فتراه بين خلاله كالزّئبق |
كالحيّة الرقشاء إلّا أنه |
|
لا يبرأ الملسوع منه إذا رقي |
كالنّجم عدّ لرجم شيطان الصّبا |
|
يا ليت شيطان الصّبا لم يحرق |
كالزّهر إلّا أنه لم يستنم (٩) |
|
إلّا بغصن (١٠) ذابل لم يورق |
كتبسّم الزّنجيّ إلّا أنه |
|
يبكي العيون بدمعه (١١) المترقرق |
وكذا البياض قذى العيون ولا ترى |
|
للعين أبكى (١٢) من بياض المفرق |
ما للغواني وهو لون خدودها |
|
يجزعن من لألائه المتألّق |
وأخلته لمع السّيوف ومن يشم |
|
لمع السّيوف على المفارق يفرق |
هو ليس ذاك ولا الذي أنكرته (١٣) |
|
كن (١٤) خائفا ما خفن منه واتّق |
داء يعزّ على (١٥) الطبيب دواؤه |
|
ويضيع خسرا فيه مال المنفق |
__________________
(١) هذا من قول عدي بن زيد العبادي ، المتوفّى سنة ٣٥ ق. ه : [الطويل]
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه |
|
فإنّ القرين بالمقارن مقتدي |
معجم الشعراء للمرزباني (ص ٢٥٠).
(٢) القصيدة في الكتيبة الكامنة (ص ١٨٠ ـ ١٨١).
(٣) في الكتيبة الكامنة : «المهرق». والمهرق : الصحيفة.
(٤) في الكتيبة الكامنة : «بسوطه».
(٥) في الكتيبة الكامنة : «فأعاد».
(٦) في الكتيبة الكامنة : «شيات».
(٧) في الكتيبة الكامنة : «ويحوك».
(٨) في الكتيبة : «بقاع».
(٩) في الكتيبة : «يبتسم».
(١٠) في الكتيبة : «لغصن».
(١١) في الكتيبة : «بدمعها».
(١٢) في الكتيبة : «أنكى».
(١٣) في المصدر نفسه : «أنكرنه».
(١٤) في الأصل : «نكن» وهكذا ينكسر الوزن. وفي الكتيبة الكامنة : «نكرا فخف ما ...».
(١٥) في الكتيبة : «عن».