وأفقدنيها الرّنق أمّا حفيّة |
|
إذا هي ضفّت (١) ألّفت بين رفدين (٢) |
تعنّفني أمّي على أن رثيتها |
|
بشعري (٣) وأن أتبعتها الدّم من عيني (٤) |
لها الفضل عندي أرضعتني أربعا (٥) |
|
وبالرغم ما بلّغتني رأس عامين (٦) |
محمد بن إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن نصر
الرئيس المتوثّب على الملك ، وحيّ كرسي الإمارة ، وعاقد صفقة الخسران المبين ، يكنى أبا عبد الله.
أوّليّته : معروفة.
حاله : «من نفاضة الجراب» (٧) وغيره : كان شيطانا ، ذميم الخلق ، حرفوشا ، على عرف المشارقة ، متراميا للخسائس ، مألفا للدّعرة والأجلاف والسّوّار وأولي الريب ، خبيثا كثير النّكر ، منغمسا في العهن ، كلفا بالأحداث ، متقلبا عليهم في الطرق ، خليع الرّسن ، ساقط الحشمة ، كثير التّبذّل ، قوّاد عصبة كلاب ، معالجا لأمراضها ، مباشرا للصّيد بها ، راجلا في ثياب منتاب الشّعر من الجلود والسوابل والأسمال ؛ عقد له السلطان على بنته لوقوع القحط في رجال بيتهم ، ونوّههه بالولاية ، وأركبه ، وأغضى له عن موبقات تقصر به ، إلى أن هلك ؛ وحاد الأمر عن شقيق زوجه ، واستقرّ في أخيه ، وثقل على الدولة ، لكراهة طلعته ، وسوء الأحدوثة به ، فأمر بترك المباشرة ، والدخول للقلعة ، وأذن له في التّصرف في البلد والفحص ، وأبقيت عليه النعمة ، فداخل أمّ زوجه ، وضمن لها تمام الأمر لولدها ، وأمدّته بالمال ، فنظر من المساعير شيعة ، من كسرة الأغلاق ، وقتلة الزقاق ، ومختلسي البضائع ، ومخيفي السّابلة ، واستضاف من أسافلة الدولة ، من آسفته بإقصار قصد ، أو مطل وعد ، أو حطّ رتبة ، أو عزل عن ولاية ، فاستظهر منهم بعدد ولا ، كالشّقيّ الدّليل الموروري ، الغريب الطّور ، وإبراهيم بن أبي الفتح المنبوذ بالإضليع ، قريع الجهل ، ومستور العظيمة ، وارتادوا عورة القلعة فاهتدوا منها إلى ما شاؤوا وتألّفوا بخارج. ثم تسلّلوا
__________________
(١) في الأصل : «حفت» والتصويب من الذخيرة. وضفّت : حلبت باليد كلها لكبر ضرع البقرة.
(٢) في الأصل : «وفدين» والتصويب من الذخيرة. والرّفد : القدح الضخم.
(٣) كلمة «بشعري» ساقطة في الإحاطة ، وقد أضفناها من الذخيرة.
(٤) في الأصل : «من عين» والتصويب من الذخيرة.
(٥) كلمة «أربعا» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها من الذخيرة.
(٦) في الأصل : «بلغتني وأمي حولين» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الذخيرة.
(٧) هذا النص لم يرد في نفاضة الجراب المطبوع.