وبرندة ، مزاحمه بالملك الفخم ، أمير المسلمين حقيقة ، المرتّب الحقّ ، المعقود البيعة ، وصاحب الكرّة ، ووليّ حسن العاقبة ، مجتثّ شجرته الخبيثة ، وصارخ إيالته الدّنيّة ، أبو عبد الله محمد بن أمير المسلمين أبي الحجاج بن أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر.
مولده : مولد هذه النّسمة المشؤومة أول يوم من رجب عام اثنين وثلاثين وسبعمائة.
وفاته : توفي قتيلا ممثّلا به بطيلاطة من ظاهر إشبيلية ، في ثاني يوم من رجب عام ثلاثة وستين وسبعمائة ، وسيقت رؤوس أشياعه ، الغادرين مع رأسه إلى الحضرة فصلبت بها. وفي ذلك قلت : [السريع]
في غير حفظ الله من هامة |
|
هام بها الشّيطان في كل واد |
لا خلّفت ذكرا ولا رحمة |
|
في فم إنسان ولا في فؤاد |
محمد بن إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن يوسف
ابن محمد بن أحمد بن خميس بن نصر الخزرجي (١)
أمير المسلمين بالأندلس بعد أبيه ، رحمه الله.
أوّليّته : معروفة.
حاله : كان معدودا في نبلاء الملوك (٢) ، صيانة ، وعزّا وشهامة ، وجمالا ، وخصلا ؛ عذب الشمائل ، حلوا لبقا ، لوذعيّا ، هشّا ، سخيّا ؛ المثل المضروب به في الشجاعة المقتحمة حدّ التهوّر حلس ظهور الخيل ، وأفرس (٣) من جال على ظهورها (٤) ، لا تقع العين ، وإن غصّت الميادين ، على أدرب بركض الجياد منه ، مغرما بالصّيد ، عارفا بسمات السّقار (٥) وشتات الخيل ؛ يحبّ الأدب ، ويرتاح إلى الشعر ، وينبّه على العيون ، ويلمّ بالنادرة الحارّة. أخذت له البيعة يوم مهلك أبيه ، وهو (٦) يوم الثلاثاء السابع والعشرين لرجب
__________________
(١) هذه الترجمة وردت كاملة في اللمحة البدرية (ص ٩٠ ـ ١٠٢) وجاء فيه الاسم هكذا : «محمد بن إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن خميس بن نصر بن قيس الخزرجي ، أمير المسلمين بالأندلس بعد أبيه ، يكنى أبا عبد الله».
(٢) في اللمحة البدرية (ص ٩٠): «الملوك وأبناء الملوك صرامة وعزّة وشهامة ...».
(٣) في اللمحة البدرية : «أفرس».
(٤) في اللمحة البدرية : «على صهوة».
(٥) في اللمحة البدرية : «الشّفار وشيات الخيل».
(٦) كلمة «وهو» ساقطة في اللمحة.