ومن ذلك : [الطويل]
سهرت بعين الدمع أرعى ربوعه |
|
وحسبي من الأحباب رعي المنازل |
ينافحني عرف إذا هبّت الصّبا |
|
ويقنعني طيف الحبيب المراسل |
والأقاويل في ذلك أكثر من أن يحاط بها كثرة ، وما سوى هذه الجهة فغير لاحق بهذه الرّتبة ، مما معوّله على محض الفائدة وصريح العائدة. وتذهب هذه الغروس المغروسة قبلة ، ثم يفيض تيارها إلى غرب المدينة ، وقد تركت بها الجبال الشّاهقة ، والسّفوح العريضة ، والبطون الممتدة ، والأغوار الخائفة ، مكلّلة بالأعناب ، غاصّة بالأدواح ، متزاحمة بالبيوت والأبراج ، بلغ إلى هذا العهد عددها في ديوان الخرص (١) ، إلى ما يناهز أربعة عشر ألفا ، نقلت ذلك من خطّ من يشار إليه في هذه الوظيفة ؛ وقاها الله مضرّة السنين ، ودفع عنها عباب القوم الظّالمين ، وعدوان الكافرين.
فصل
ويحيط (٢) بما خلف السّور من المنى ، والجنّات ، في سهل المدينة ، العقار الثمين ، العظيم الفائدة ، المتعاقبة الغلّة ، الذي لا يعرف الجمام ، ولا يفارق الزّرع من الأرض البيضاء ، ينتهي ثمن المرجع منها العلي ، إلى خمسة وعشرين دينارا من الذهب العين ، لهذا العهد فيه مستخلص السلطان ، ما يضيق عنه نطاق القيمة ، ذرعا وغبطة وانتظاما ؛ يرجع إلى دور ناجمة ، وبروج سامية ، وبيادر فسيحة ، وقصاب (٣) للحمائم والدّواجن ماثلة ، منها في طوق البلد ، وحمى سورها ، جملة ؛ كالدّار المنسوبة إلى هذيل ، والدار المنسوبة إلى أم مرضى ، والدار البيضاء ، والدار المنسوبة إلى السّنينات ، والدار المعروفة بنبلة ووتر ؛ وبالمرج ما يساير جرية النّهر كقرية وكروبها حصن خريز ، وبستان وبشر عيون ، والدار المنسوبة إلى خلف ، وعين الأبراج ، والحشّ (٤) المنسوب إلى الصّحاب ؛ وقرية رومة وبها حصن وبستان ، والدار المنسوبة إلى العطشى ، وبها حصن ؛ والدار المنسوبة لابن جزي ، والحشّ المنسوب لأبي علي ؛ وقرية ناجرة ، ومنها فضل بن مسلمة الحسني ، وبها حصن ، وحوله
__________________
(١) الخرص : اسم من خرص ؛ يقال : كم خرص أرضك : أي كم قدرها وما خمّن فيها. والمراد بديوان الخرص : ديوان الأملاك وغلّاتها. لسان العرب (خرص).
(٢) قارن باللمحة البدرية (ص ٢٤ ـ ٢٥).
(٣) في الأصل : «ومصاب» والتصويب من اللمحة البدرية.
(٤) الحشّ : البستان ، محيط المحيط (حشش).